ياقلعةً للهدى يا ألف مئذنةٍ**يا ساحةً للفدا عزَّتْ على العادي
مَحَتْ سماحتُها ما كان من فتنٍ**وأطْفَأَتْ نارَ أضغانٍ وأحقادِ
أيَا مغاني النَّدَى والنفسُ صافيةٌ**صفاءَ غيثِ الجَدَا للصَبِّ والصَّادِي
والبالُ في دَعَةٍ والعَيْشُ في سَعَةٍ**والناس تحسبها في ثوب أعيادِ
روى يراعي مدادُ المجد فارتَسَمَتْ**سطورُ شعري بهِ وصْفًا لأمجادِ
فقمْتُ أحكي الذي شدناهُ يا وطني**أصُوغُهُ قصَّةً للرَّائِحِ الغادِي
ما فارَقَتْ خاطري مصرٌ وصورتها**ولا سَلَتْ مهجتي عنْ دارِ أجدادي
كم غازَلَتْ مقلتي أطيافُ أنْجُمِهَا**وهامَ قلبي بذكر النِّيلِ والوادِي
تلك الرُّبَى لمْ تزلْ منذ الصِّبا حُلُمًا **يمضي الصَّبَاحُ بهِ من بعدِ إسعادِ
مصر الحبيبة يا أمَّـ البلادِ أنا **قدْ عدتُ ثانيةً أحكي لأولادي