أضـــأت أكــثـر مــمـا يـقـبل الـشـفق
فــعـاد نــاراً وروحــي مـنـه تـخـتنق
فـكـان أكـثـر مــا قــد زارنــي وجـعاً
أنــي رأيـت يـدي فـي الـنار تـحترق
عــــدوت أنـقـذهـا لـكـنـها سـقـطـت
في لجة الموت ليت الموت ينسحق
مـا كـان بـين يـدي والـموت غـير أنا
فـكـلـهم غـــدروا والــمـوت يـنـطلق
ولــوا سـراعاً ولـيل الـموت يـتبعني
ورحـت أعـدو وخلفي الموت ينزلق
أراه يــتــبـع خـــطــوي لا يـزايـلـنـي
والـصـحب يـومـاً يـعزوني ونـفترق
والــلـيـل يــمـتـد لا صــبــحٌ يــبـدده
ولا مـنـامٌ وقــد ضـاقت بـي الـطرق
آسـائل الـدرب هـل كـان الـرفاق هنا
وهـل أتـوك وهـل فـي مـثلهم تـثق؟
فـيـضحك الـدرب كـيف الآن أسـأله
والــروح تـزهـق والأحــلام تـنـدلق؟
ويـمـسك الـمـوت بـي حـتام أرهـقه
وكـيف نـقضي سـواد الـدهر نستبق
أغـمضت عيني والأوباش قد وقفوا
يـقـربـون حـنـوطـي وهــو يـحـترق
ويـنـثـرون رمـــادي لـيـتـهم عـلـمـوا
أنــي سـأحـيا وفـجـر الـحـلم يـنبثق
وأن لــي عــودةٌ أخــرى سـتـحرقهم
وتـقـطـف الـمـوت لـيـلاً ثــم أنـعـتق
مـن ظـل يـقطينة الإيـمان يرشدني
دلــيـل أحــلامـي الـهـادي ولا غــرق
وأفــتـح الأرض والـقـنديل أسـرجـه
من مشرق العدل حتى يأمن الشفق