دمشق
أنا قد أُجنُّ وقد أموتُ هياما
نحو الحتوف ومابلغتُ فطاما
مازال هذا القلب يقترف الهوى
والحب في أنحائهِ يتنامى
خمسون معصيةً ومابكَ وقفةٌ
تنهي الغرام وتوقف الأحلاما
رفضتْكَ مُنقلباً , كسيراً عاشقاً
فعلامَ تستجدي دمشقَ علامَ
وعلامَ تطلبُها التخاطرَ بعدما
ألفيتَ ظلماً دونها وظلاما
فلك الخيالُ ولست أول عاشق
ولّى وطاف بكفها إحراما
عينا دمشقَ جميلتان تأمُّلاً
وكريمتان , وكم قتلن كراما
ماذا يكون العشق غيرَ تصبُّرٍ
يغوي الرضا ويًجمِّلُ الآلاما
ويُريكَ ــ ماذُكر الهلالُ ــ مآذناً
أمويةً , وحمائما , وغُماما
ويُريكَ أن الريح تخطف عطرَها
والبرقَ يقصد ثغرها البساما
ويُريكَ أحقاب المدائن كلَّها
ودمشقَ في محرابهن إماما
ويُريكَ ــ لما يستفزكَ صمتُها ــ
فرساً , ونوراً فارساً , وحساما
أدمشقُ ..ما هذي المواجعُ كلُّها
وستصمتين أمامها حتامَ
علمتِهِ الأسماءَ ليس تمامَها
ومنحته شرف النقاء وساما
شفتاك يوم جعلن خمرة عشقهِ
من وهمهِ , وحلالَهن حراما
لم تتركا أملاً , سوى أن يمتطي
خيلَ الخيالِ ويكتوي ويُضاما