البحرُ أبيَضُ لوْنه
متَوسِّطٌ
سموّهُ ثمَّ تطرَّفوا
في موْجِهِ بحرٌ يموجُ ويعْصِفُ
وسفائنٌ أعلامُها
منْ لوْنهِ تتأفَّفُ
من زرْقةٍ في الماء - بعدَ طلائه -
كانَ احمرارُِ عُبابِهِ يُستنْزَفُ
متوسِّطٌ كان اسمُهُ
قبلَ احمرارِ عيونهِ
كالثلْجِ كانَ وأنظفُ
قتلوهُ ثمَّ تبرَّأوا من موتهِ
وَرَموا جنازَتَهُ بالورودِ وأسرَفوا
****
في البحرِ نارٌ.. في العُبابِ ضحايا
سقَطَ القناعْ
وإذا المُقنّعُ دونَ رأسٍ .. والقناعُ شظايا
وإذا الحقيقَةُ حنظلٌ
وإذا الرُّؤوسُ مرايا
وإذا الرُّعاةُ رَعيَّةُ الراعي بمزرعةٍ هناكْ
وإذا القطافُ رَعايا
وإذا البياضُ خديعَةٌ
وإذا العُبابُ خطايا
***
في الموْجٍ عجْلُ السامريِّ .. وحطَّةٌ
وسَبايا
في الموْجِ بابلُ والجدائلُ.. ثمَّ تاجرٌ في البندقيّةْ
في الموْجِ تسعٌ وبعدَها تسعونَ .. ونعجةٌ
وأريحا
ومحاكم التفتيش تنتزِعُ الوَصايا
في الموْجِ أفعى "روكْسَلانْ"
في الموْجِ فيتو (كالعصا)
لا بحرَ تفلقُهُ ولا هي بالعصا
لكنهُ السّحْرُ اللقيطُ بلا حَيايا
هو قصّةٌ أخرى وصاحبُها زَنيمْ
***
في البحرِ تغتسلُ النَّوارسُ كي تصلي للقاءْ
في البحرِ رُؤيا تلتقي فيها المياهُ مَع السماءْ
في البحرِ ألويَةٌ تغازلُها الشواطئُ بالنداءْ
في البحرِ من ذات الصواري صرْخَةٌ
يتداولُ التاريخُ آيتَها.. وهمْ يتَأَفَفونْ!
ماذا أقولُ وبحرُنا اختزلَ القضيَّةَ في المَماتْ
نَسِي الفقيدُ نوارِساً
ما زالَ جانحُها يطيرْ
أسرابُها في الجوِّ تلتَقِطُ الفتاتْ
لكنها تقتاتُ من ذات الصواري أمنياتْ
نَسِي الفقيدُ جناحَهُ
وخيولَهُ
وطيورَهُ
نسيَ الحُفاةْ
لم يقتلوهُ وشُبِّهَتْ لهمُ الوفاةْ
******
(روكسلان زوجة السلطان سليمان القانوني وكانت يهودية ذات دسائس ومكائد ضد المخلصين العثمانيين).