شِعـرٌ وغَـضَب
*****
عندما سَمعَتْ قصيدة رماد الأماني
غضبتْ منها وسمَّتْها قصيدة اليأس
فكتبتُ أقول :-
*****
صَعْـبٌ عليَّ بأَنْ أَلقاكِ غاضبَةً
من بَعضِ شِعري وما يَستَوجِبُ الغَضَبَا
ماذا عليكِ إِذا ماضِيَّ عَذَّبَني
فَرُحْتُ أَبكي بدمعٍ فاض مُنسَكِبا
أوْ ما عَليكِ إِذا ما التِّيهُ أَفْزَعَني
فَرُمتُ أَبْغي خَلاصاً منهُ مُنتَحبا
سَمَّيتِ أَبياتَ شِعْــري اليأْسَ حينَ أَنا
سَــمَّيــْتُــها أَمَلاً قد لاحَ واقْـتَــرَبا
والشِّعرُ عنديَ لولا الصِّدقُ ما هَــمسَتْ
بهِ الشِّفاهُ ولا في صَفْحَةٍ كُـتـِبـا
وقد نأَيتُ بِكُرهي عنكِ مُحْتَمِلاً
كلَّ العَذابِ الَّذي في البُعْدِ عنكِ رَبَــا
وقد لَزِمت طَوالَ اليومِ مَكْتَبَنا
وقد بَقيتُ سَقيمَ الرُّوحِ مُكْتَـئِــبا
وجِـئْتِ أَنتِ وقد سَلَّـمْتِ في عَجَـلٍ
وكان وَجْهُكِ عن عَينَيَّ قد حُجِـبا
يا أَنتِ عَفوَكِ شِعري ذاكَ يُعْجِـبُـني
وقد يكونُ لِتحقيقِ المُنى سَبَــبـا
قد ضِقتُ فيهِ بِعَيشي دُونَما هَــدَ فٍ
وقلتُ أُدْرِكُ عُمراً نِصْفُهُ ذَهَـبَا
فَهل أُلامُ إِذا حَــدَّدتُ مُشْــكِلَــتي
وهل أُسَرُّ إِذا ما عاتِبٌ عَتبا
يا أَنتِ .. أَنتِ بِدربي واحَـةٌ بَرزَتْ
فيحاءُ أَسعَـى إِلى أَفـيائِها خــبــَبـَا
وسوفَ تَدفَعُــني الأَشواقُ عاصِفَـة
إِلى حِــمَاكِ فَراشاً يَعْــشَقُ اللَّهَـبا
ولن يَطولَ ابْتعادي عنكِ أَعْرِفُهُ
يُشْقــيـكِ مِثـلي فَنَجني الغَــمَّ والنَّصَبا
وإِنَّ طاقَةَ صَبري عنكِ عاجِزَةٌ
عن الصُّمودِ طويلاً أَقْرأُ الكُتُبا
أَبْدو جَليداً وهذا الضَّعفُ يَفضَحُني
والقلبُ كادَ من الأَضْلاعِ أَنْ يَثِبا
يَهفو إِليكِ وبُعدي عنكِ يُؤْلِـمُهُ
ولو أُخَلِّيهِ مُخْتاراً .. إِليكِ حَــبَـا .