يا صاحبي التف الربيعُ ونوّرا
.................................................. ........ فدع الهموم ولا تُفكر في الورى
فالكون للرحمن دبّر شأنه
.................................................. ............ أعطى وصيّر ما يشاء وقدّرا
أوَ ليس مَن خلقَ الخلائق كلها
.................................................. ....... أمضى على كشف الهموم وأقدرا
فلعل في هذي الهموم حياتنا
.................................................. ....... فالنفعُ في مرّ الدواء ..ومَن درى
وانظرْ رعاك الله كيف تبدلت
.................................................. ............ هذي الرُبى ونباتها قد أزهرا
فالبيد من عبق الزهور تنفست
.................................................. ........ والأرض قد كسيت لباساً أخضرا
والطير يشدوا والفراشُ محلقٌ
.................................................. ...... والنحلُ في جمع الرحيق كما ترى
والطل من زهر الربيع تقاطرت
.................................................. .............. حباته كالدمع قد بلّ الثرى
والشاء ترعى بالفلا وخرافها
.................................................. ......... من حولها تلهو وقد لبست فِرا
والناي يصدح في الفيافي شدوها
.................................................. ........ والصقر حلّق عاليا فوق الذُرى
والأرض قد لبست جميل ثيابها
.................................................. ............ والزهر كلّلها الرداء محبرا
يا حُسنها والماء يجري جدولاً
.................................................. ......... والجو من زهر الربيع تعطرا
يا صاحبي هذا الجمال أمامنا
.................................................. ........ ما شأننا فيما يكون وما جرى
فاخرج بنا نُمضي سحابة يومنا
.................................................. ....... بين المروجِ فصبحنا قد أسفرا
وانظر لما خَلَق الإله بعبرةٍ
.................................................. ............. فالله حثَ العبد أن يتفكرا
ولنشكر الرحمن جل ثناؤه
.................................................. ......... سبحانه من بعد موتٍ أنشرا
فالله يمنع - إن أراد- لحكمةٍ
.................................................. ....... أو يجعل الأمر العسير مُيسرا
فانعَم بوقتكَ فالحياةُ قصيرةٌ
.................................................. ....... والموت قبلكَ أهلك الإسكندرا