هذا أوانُ الحساب
إنِّي أطاردُ حُلْمي..........إنِّي أسابقُ يومي
هذي حياتي و إنِّي......... لسَوْفَ أذكرُ غُرْمي
و سَوْفَ أَذكرُ أنِّي.......... بَلَوْتُ صبري و عزمي
فكان صُلْباً شديداً......... بقدْرِ حزني و همِّي
و سوف أُبْدِلُ غُرْمي.......... بفضلِ ربِّي لِغُنْمِ
و سوف أبقى عنيداً.......... في الحقِّ صوتُ الأشَمِّ 1
يعلو النِّداءُ و يعلو .......... لا. لن أذِلَّ لِبُهْمِ2
فالظلمُ شرٌّ وَخِيمٌ .......... و الغدْرُ طبعُ الأصَمِّ 3
و دولة الحقِّ تُرْوي ........... و دولة الظُّلم تُظْمي
بني يهودٍ تعالَوْا.......... لِفَصْلِ حُكْمٍ مُهِمِّ
لقد سَعَيْتم كثيراً.......... لهدْم ديني و هدمي
جَرْحُ الكريمِ إثـْمٌ.......... و كمْ سعيتم لإثمِ
قتـْلُ الجريحِ ظلـْمٌ.......... و كم مشيْتم بظلمِ
للظلم طعْمٌ مريرٌ.......... في القلب يُشقِي و يُدْمي
و كم عشقتم دمائي.......... (و حبُّكَ الشيءَ يُعْمي)4
هذا أوانُ حسابي.......... فاصْغـَوْا لحُكمي و كِلْمي
لن أرتضي الذلَّ عمري.......... و لن أبالي بدُهْمِ
بني يهودٍ تعالَوْا.......... فاليومَ أُعْلِنُ حكمي
على رؤوس الأفاعي......... . مُهَنـَّدٌ فيه وَسْمي
دمعي غزيرُ و لكنْ.......... ثأري كبحْرٍ خِضـَمِّ
لن تهربوا مِن عقابي.......... تغلي سمائي و يَمِّي
لن تنعموا بربيعي.......... لكنْ شتائي و غيْمي
لن تنعموا بسلامٍ.......... لكن رصاصي و سهمي
لن تنعموا بهدوءٍ.......... حربٌ ضروسٌ بكِلْمي
فالله أكبرُ تروي.......... دوماً فؤادي و جسمي
من ظلمةِ الليل تبدو.......... أنوارُ فجرٍ مُتِمِّ
فثوْرتي في ضميري.......... ستنحرُ البغيَ........تـُدْمي
تعلو كثيراً و تعلو.......... كموج بحرٍ خضمِّ
وَهَبْتُ لله روحي.......... وهبتُ لله دمِّي
إنْ عشتُ أحيا كريماً.......... و إنْ أمُتْ.............ذاك حُلمي
هذا شعاري و نهجي.......... فاللهُ حسْبي و قـَسْمي
فالله حسبي و قسْمي
..................................................
1- الأشم:الكريم ذو الرفعة والعظمة
2- البهم: صغير الضأن والمقصود هنا الذي لا يسمع ولا يعقل
3- الأصم:الذي لا يستمع لقول الحق.
4- قول لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه و أرضاه - و يرفع للنبي-صلى الله عليه و سلم-. و الصحيح أنّه موقوف على أمير المؤمنين عليّ
.