لقد وعدتني
غياب التي في القلب عندي مقامها...أطاحَ بعهْد الوصْل وهْوَ خصيب
لقدْ وعدتْني بالبقاء وأخْلفتْ..........و في الخُلف حقّا بالوعود ذنوب
لقد فارقتْ مَنْ لا يريد فراقها...............فضاقتْ به أوقاته و دروبُ
لقد ناب عنْ طيب اللقاء فراقنا......كما ناب عنْ طيب السرور قطوبُ
أنا مولعٌ جدًّا بها و متيَّمٌ.................وما لسواها في الفؤاد نصيب
وما خلْتُها يوما سترْحل هكذا.......و أبقى حليف اليأس وهْو عصيب
أيا لائمي دعْ عنكَ لومي فإنه..............تضيقُ به منذ القديم قلوبُ
أنا غارقٌ منْ هجْرها في تعاسةٍ........و ما نافعي إلا الوصال يؤوبُ
إذا رمْتُ شيئا بالعزيمة نلْته............فذو العزْم دوما للمرام مُصيب
و إنْ رمْتُ رغْم العزْم نسْيانَ حبِّها.........فإني لِما أصبو إليه أخيبُ
لقد حال بعد القرْب بيْني و بيْنها.........بعادٌ و سيرٌ بالضياع مشوب
إذا ما تذكّرْتُ الذي كان بيننا................يكاد فؤادي بالحنين يذوب
أنا بعدما كانتْ حياتي سعيدة............لقيتُ الذي منه الصبيُّ يشيبُ
لقد كنْتُ أحيا في هناءٍ و غبطة............. لأنَّ الهوى أوْقاته لتطيبُ
فأصْبحْتُ أحيا متْعبا مُتألمًا.............كمثل مريضٍ غاب عنه طبيب
لقدْ مزَّق الهمُّ الطويل سكينتي.............و يا ليْته لمْ تبْدُ منْه نيوب
لقد قلَّ عنها الصبْرُ فهْي أميرتي...... وما خلْتها عنْ عالمي ستغيبُ
يحنُّ إليها القلْبُ في كلِّ لحْظةٍ ........كما يوْمَ عيد الفطْر حنَّ غريبُ
فما عاد شيْءٌ يسْعدُ القلبَ مثلها...........تمرُّ الليالي و الفؤادُ كئيب
تولَّى زمانُ القرْب وهْو منعَّمٌ.........و جاء زمانُ البعد وهْو عصيب
فما أجْملَ الأيّامَ و الوصْلُ حاضرٌ.........و ما أقبح الأيّام حين يغيبُ
أرى الهجْر دوما جدَّ قاسٍ فإنه............لكلِّ مُحبٍّ لوْعةٌ و شحوبُ
يودُّ الفتى ألا يغيبَ سرورُه................و ذلك ما لا تبْتغيه خطوبُ
تُملُّ حياةٌ أصْبحتْ لا يزورُها......مع الوقت منْ ريح السرور هُبوبُ