أن الدين لم يلغ الاختلاف بين البشر، بل اعترف به وشجع عليه في بعض الأحيان،
كل ما فعله هو أنه وضع للاختلاف ضوابط وحدوداً وأحاطه بقيم وآداب متى ما التزم
بها المختلفون تحول الخلاف بينهم من كونه شراً مستطيراً إلى كونه رحمة بالغة القيمة.
واختلاف الرحمة محمود لا مذموم.. وهو اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد.
وهو اختلاف في الاجتهاد وزاوية النظر وأسلوب التناول، وليس اختلاف هدم للأصول
أو تحريف للنصوص القطعية أو تلاعب بالضوابط الشرعية.
هكذا كان السلف يفهمون الاختلاف..
فما أحرانا أن نفهم الاختلاف على أنه نعمةً لا نقمة،
وأن نعمل على إشاعة روح التسامح والحوار الموضوعي
عندما يقع الاختلاف فيما بيننا.
الاختلاف" في الرأي لا يفسد للود قضية...فهو في الأصل ليس اختلاف
بقدر ما هو وجهات نظر، يرى كل واحد من زاوية مغايرة للثانية، بدليل أنه
لا يفسد الود بين المتحاورين...إن كانوا على مستوى معين من تفهم تعدد الآراء
و تنوعها و ليس اختلافها...لأن الأساس لا اختلاف فيه
و هذا هو جوهر و لب العملية التفكيرية و الذهنية في تعاملها مع الظواهر
موضوع الحوار و النقاش...
بوركت ـ ولك تحياتي وتقديري.