كلام يكتب بماء الذهب
قال عميد الأدب العربي مصطفى صادق الرافعي رحمه الله:
«ما ذلَّت لغةُ شعبٍ إلاّ ذلَّ ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ ، ومن هذا يفرض الأجنبيُّ المستعمرُ لغته فرضاً على الأمّة المستعمَرة، ويركبهم بها، ويُشعرهم عظمته فيها، ويستلحِقهم من ناحيتها، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً في عملٍ واحدٍ: أمّا الأول فحَبْس لغتهم في لغته سجناً مؤبّداً، وأمّا الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً ، وأمّا الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها، فأمرُهم من بعدها لأمره تَبَعٌ»
أقول: تالله لكأنه يتكلم عنا اليوم وما نرى من عزوف شباب الأمة عن تعلم لغتهم وزهدهم بها وتاليا جهلهم شبه المطبق بتاريخهم وأدبهم وأمجاد أمتهم وعظمتها بل وجهلهم بدينهم نفسه هو مصداق هذا ولولا ما من الله علينا به من حفظ لغتنا بالقرآن الكريم وسنة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وما انبثق عنهما من علوم لرأينا الأمور الثلاثة التي ذكرها العميد في أوج أكتمالها وأكثر