عندما أشتاق للسلطان
جريئة ..؟؟
نعم إني جريئة ..!!!
ولما لا أكون جريئة ..؟؟
أ أكتم في جوفي الذي ضاق بي أذرعا من صدري ..؟؟
ألا يكفي عيش المُرَّ مُرَّين ...!!!
والعذاب على أوتار الأمدين ...!!!
ودموع القهر أغرقت الوتدين ...!!!
قد كتمت ما عَجزتْ عن كتمانه القبور...،،،،
وهل تخفي القبور ما قد أقلعته من الدنيا ...؟؟؟
لا شك يبقى الرفات ، دليلا يقف شاهدا .. وثيقا ..!!
وعيبا بليغا ... لعقم التراب عن كتم عظام ورفات ..
أ أطلب منه الصفح .. أ أقول قتلني حبك ..؟؟
أ أشكي له انكسار سعادتي ..؟؟
أ أذكر له حاجتي ..؟؟
أ أذل نفسي ... وأقول أحبك ..؟؟
آ آ آ آ آ ه ... فيالا بؤس الأوجاع، التي أثارها من تحب ..
لحظات يتَّمتها صدى الأيام ... وتبقى للعذاب وسام ..
لكني جارية من أبعد الجواري ...
وأضعف القرى من موطئ وحالي ...
وتفصل بيننا أيام وليالي ، ومسافات ومآوي ...
تهت في يوم من الأحلام ، في قرى من الأوهام ...
كلها نجوم وألوان و سلام ... وشظايا أمان ...
وما أن وجست إلا وبالفارس يُقبل ...
راكبا أروع الخيول .... بل مُلثم ...
استهوته روحي والزمان أنكر ...
أحنيت رأسي وأبعدت الخيال عن وجهي ...
وقولي ... ويالا قولي ... وكيف للجواري امتلاك الهول ِ
مشيت بسير طريقي ، لكنه اعترض طريقي ...
بنظرات ملؤها .... لا أعلم ...ماذا..؟؟
كشف بدرهُ ..!!! وإذا بالسلطان .. كاد لروحي يُقلع .!!
تعلثمت الكلمات ، وتشتت الأحرف ، وتبعثرت النقاط
أ أ ... أ أ ..أ .. أ ... أأنت حقا السلطان ..؟؟..؟؟..؟؟
لكن الآن صباح ... ؟؟
وكيف للبدر ونجومه تتنازل .. تجولا في بقاع الجواري ...
لحظااااااااااااااات كلها صمت وتعجب ..!!!
أ أنا في حلم أم حقيقة ..::::..؟
أ هذا السلطان بروحه وملكه ..؟؟
أ هذا السلطان الذي لا يصله واصل .. !!!
غير مكارم الملوك وفرسان المدن وسفراء الحِكَمْ ..!!
أ هذا الذي جعل الحب سهام تؤرقني ..؟؟
أ هذا الذي كسر جَرَّة حياتي ..؟؟
أ هذا الذي أدمى شوقي وقتل أطفال ودِّي ..؟؟
أ هذا الذي أذبل أزاهير عبيري ..؟؟
يا ................ الله ...!!!!!
لا أكاد أصدِّق ، لا بد أن الحظ قد غفى عني لحظات !!
وإذا بالسلطان قد أقلع الى مُلكه وجنان حصانته ..
تاركا ما رآه من جارية لأضعف القرى والبلدان ..
...دموع قهر، وشوق ، وألم ...
عُدتُ إلى مأواي مكسورة القلب والأجواء ...
وعيناني على الأفق ، تراود آثار السلطان ...
وتعشق رائحة حبهِ،،، والناس نيام ...
أ أحلم كباقي البنات ، بالفارس القادم من الظلام .؟
والعيش على عرش الملك وامتلاك السلطان ..؟؟
أم أبقى بهذياني ... وظروف أيامي ..؟؟
وأهتف يالا بلاء زماني ... ومساوئ أحزاني ...
أرجوكم ذروني .. فالبؤس أسمَّ أجلي ... وحناني ...
لحظات ..، لا أدري هل تُسمَّى لحظات ..؟؟
شوق ... لا أعرف ...؟؟
أ شوق هذا .. الذي أجج أنفاسي ، وحطم عنفواني؟
آه ... فلا يسعني سوى المرور ، بتلك الأرض التي جمعتنا .. على أعناق الجنون ..!!
ها قد انحنيت على ورود، أذبلها الجفاء، ووحشة المكان،
أنتظر حتى المساء ... لا لأراه ، بل لألمحه من خفاء،
أُلبي رجاء الأشواق ، وسجود الأهواء ...
من دنيا أسلبتني آمال الحب وتجديد الأشواق ...
فلا زلت أشتاق للسلطان ...!!!
مرت الأيام والسنين وقد عاد يوم كان فيه تجديد اللقاء ،
إنه السلطان للمرة الثانية ، لكنه بوجه جديد...
بمناجاة وقلب رحيب ، مرددا : أحبكِ يا .......
أ أُصدقه ؟؟ أم أقلع عنه؟ إن طريق الملوك غير مأمون!!
لا .. لا أعتقد ذلك ، لكني أحبه...
يا ترى ماذا أقول .. أ أعترف ؟
أم أمضي على طريق ألَفتَه وألفني ..؟
لكني جريئة .. والحياة جدا غريبة ..!!!
نعم .. أحبك يا للعرش أنت السلطان ،
لكني جارية وأنت للتنزه عني ألف عنوان ..!!!
وهل يخضع الملوك لقرى الجواري والأيتام ..؟؟
السلطان : ... إني أحبكِ ، لكن.... لا ........؟؟؟
لا ....؟؟؟ وألف لـ .................!!!،،،
أرجوكَ : ... يكفي ؛ فعلا يكفي ؛ أيها السلطان ..!!
أبدا لا أريد أن أعيش قَدَرْ غيري،
ولا أريد انتهاك حظ غيري،
ولا أريد خوض نصيب غيري،
ولا أريد أن أكون آية لإتعاس غيري،
ولا أريد أن أهدم أحلام بناها غيري،
ولا أريد أن أقتل بهجة أطفال هم لغيري،
ولا أريد أن أسكن بقصور بُنيت لغيري،
وأمجاد وعراقة وفروسية وقيادة ووسامة هي لغيري،
ولا أريد .... ولا أريد ..........
ولا أريد غيرك..!! لا بل أريدك ..!!
أحـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــبك ...
نعم أحبك ،، ها قد خانني لساني في نطق تلك الكلمة التي أذلتني
أمام جمود وجحود ، أيعقل أن نسميهم بشرية ، أليس جنون.؟؟؟؟
أ العيب فيني لكوني خُلقت جارية ولم أُخلق ملكة ولا أميرة!!!
ألم تُخلق في خافقي المشاعر بشتى ألوانها ..؟؟
ألم تكتب لي الحياة أن أنعم بحب وعشق، كأي روح في الوجود..؟؟
فاللجرأة حدود ، أما في الحب أبدا لا تملك حدود ولا عهود ولا حاجة لشهود .
لكن أيها السلطان :
ما هزني عرشك ولا ما جمعته من مال ، ولاعسجد من جبال ،
ولا حريرك ولا أطلال أساطيرك ،
ولا فروسيتك ولا مواطن عاشقيك،
ومن غرائب الدنيا أن تحظى بقلب يوفي لك العشق أوفى مكيال،
ويلملم جراح جفاء الحب ويطيب الولاء،
فيا عجبا للعقود التي أحاطت بعمر الملوك، صراعا للشهرة وقتلا لقلوب كقلبي،
إنه ميزان الحياة، دائما مقلوب الكفتين ، إحداهما للعلى موطنا وأخراها للدنى قبرا،
ومسألتها مقلوبة المبادئ والقوانين وحلولها للأخطاء عناوين،
فالعاشق والمخلص بحبه لروح غير روحه، قد ثقل الميزان بحمله وعجز عن تحمل ما حواه القلب من حب وصدق وإخلاص ، مسقطا بذلك كفته بأسفل دار ، لا يسكنها سوى الظلام والأحزان والقهر والتحسر على امتلاك روح قد أبت الخلود في شواطئ الحب والأمان،
أما الذي تظاهر بالحب وتمرد بالخداع وأسلحته، وهذى بالأجواء الكاذبة ، من وراء قناع لا يُعرف له لون ولا ذكر، يبقى هو الأعلى ، وقد طارت به كفة الميزان عاليا لما خَفَّ به القلب من صدق المشاعر وغرائز الحب، يرى بذلك الدنيا له جواري وعبادا لقدميه ،،
أهذا هو الحب...............؟؟ إذن كيف يكون العشق .......؟؟
فعلا غريبة هذه الدنيا ؟؟؟
لكن أبقى بذلك جريئة ... وأردد بقولي ...نعم أحبك ,
لكن في نفسي كلمة حاولت قولها في بداية الصفحة لأختصر على نفسي مشقة الطريق على عتبات السطور وشظايا النقاط ،،،،،،،،،،
ألا وهي .....عندما أشتاق للسلطان ..... !!!
نعم عهدت لك بعدم حاجتي لشيء منك...
فقد أكفيتني وأرويتني من العذاب ما أجهض روحي ...
وها قد غِيض الماء من جوارح جسدي ...
وجعلت ألوان البلاغة مسكنا في دمي ...
من طباق موت روحي ، وحياة ذكرى مُهجتي ...
ومجاز يا هلاك !! هلمَّا يا طيور الموت ابني أعشاش قبري ...
وبلاغة انسجام الألم بحلاوة الأوجاع وتذوق الأشواق ...
أرجــوكَ ....... أرجـــوكَ ، يكفي !! فعلا يكفي ....!!!
لكني سأشتاق إليك ...................،،
ولا يبقى بيننا غير الشوق أروع وصال...
وكلما أحسست بشوقي إليك سأقصد ذاك المكان ،
الذي جمعنا فيه أحلى زمان,
وأراك من بعيد والحراس لك وديان ،
أخطو بخطوات حسناء ، وأنثر الورد على آثار أنت واطئها ... أيها السلطان،
وأفترش الأرض شوقا ... وأنادي ... يا مناجي ، ألهمني مرادي أو اتركني ذكرى وجثمان ..........
لا أريد سوى أن تأخذني الأحلام معها إلى عالم بعيد عن الملوك والأشقياء،
وأنت تجبر كسر قلبي ، هذا إن بقي آثار قلب، ما طواه القبر بذكرى رفات،
أعجزني ............. يارب قد أعجزني !!!
قد أذلني حبه ، قد أودى بحياتي إلى هلاك وجحيم ،
ها قد رحل ، سالبا معه آمال قد جمعتها على أعتاق دمي ،
وآخذا معه بقاع مُهجتي ؛ كانت جذوري لها ألف ميعاد،
وسارقا بريق عيناي ، وأنفاس ودي والحنين ....
وأظل أهتف ...
عندما أشتاق للسلطان.......
تحـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــياتي
شــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــاطئ سلام