إلى الوطن الآتي أحن وأهتف
ويكبر في ذاتي حنين فأرجف
أسير وكلي رغبة وتفاؤل
وأمضي ولا أدري متى أتوقف
أظل بنصف الليل أسأل نجمة
وشوقي على ركن المسافة ينزف
متى الضوء يبقى والسلام يحفه
متى الحرب حولي نبضها يتوقف
متى في سماواتي أُشِيدُ بحبنا
أُضيعت أمانينا وعيناي تذرف
فعامان مرا والبلاد حروبها
دموع ، وأشلاء لها تتقاذف
وكل المواني يحتضنها غبارها
وليل عصي للمصالح يجرف
فما أثمرت إلا الجراح ونزفها
فويلي ، كأن البؤس منها يُصرَّف
إذا ما وهبت الحلم ضوءاً بدربه
وجدت ثراها يحتويه التقشف
رأيت بلاء يستشف مصالحي
ويزداد إثماً كلما قلت أوقفوا
يحاصرني غيم وفكر بقبحه
فهل سوف ألقى كالعدالة منصف
أراها قيودي قد تثاقل حملها
وأعيت جراحي من لها جاء يسعف
أرى بين قلبي كل حلم معذب
وفي كفي الأشجان باتت ترفرف
إلى صلوات الحزان بات يقودني
ويمضي عسيراً جرحي المتصوف
متى سوف يأتي الفجر ؟ إن قبائلي
بلاء ، وأمراض بها تتضاعف
إذا الحب لم يعشب بأرضي نباته
فكيف لحرب لا تنام ستصرف
وإن ظل وجه للحروب مسيس
فماذا ترى ؟ تلك الرزايا سَتُجْرف
متى يطرد الباعوض فيلاً مقاتلاً
إذا جاء في أملاكه يتصرف
وهل سوف يقوى ؟ إن تلك رواية
ستركض في الساحات منها مواقف
ياسر المعبوش
اليمن - الحديدة
البحر الطويل