خُلقْتَ
خُلقْتَ لتحيا طليقا سعيدًا...............كمثل طيور الربيع الفريدِ
فمَا لكَ تَبْقى حبيسَ الخمول..... و تأبى الكفاحَ و دأْب الصعود
وَتغْلقُ عَيْنَيْكَ عَنْ سِحْر تلكَ......الروابي و عنْ سحْر تلك الورود
وَ تخْلعُ ثَوْبَ الرَّبيعِ البَهيج...........وَ تَلْبسُ ثوبَ الشِّتاءِ العَنيد؟
وَ تَقبلُ بالهَمِّ مثلَ الغريب..........وَ تنْسى الهناءَ و حُلْوَ النَّشيد؟
ينادي عليكَ الصباحُ المجيد............فلبِّ نداءَ الصباح المجيد
ودعْ عنْكَ هذا الخمول الطويلَ.......و ذلك من أجْل عهْد جديد
و يكفيكَ ما ضاع أمْسًا و ركّزْ.........على غدك المُتبقّي الوحيد
و لا تتّبعْ رأيَ ذاك الجهول.............فما كان يوْمًا برأيٍ سديد
أنا لا أريد سوى أنْ أراكَ...........عظيمًا و ذلك بيْتُ القصيد
فما قيمةُ المرْء بين البرايا .............إذا لم يكنْ ذا شموخ مشيد
و حسْبكَ عزمٌ قويّ الصمود.....لطرْد النّحوس و جلْب السّعود
فما أبْعد المجْدَ عنْ كلِّ شخْصٍ.......قليلِ النّهوض كثيرِ القعود
إذا ما الفتى لم يكنْ ذا طموح......قضى عمْره في حياة الركود
وكنْ في مسيركَ دوما جلودًا........فلا يدْركُ المجدَ غير الجلود
ومنْ صدَّ عنْ حمْل عبْء المعالي...يعشْ مثل ذاك الغريب الشرود
وعيبٌ على المرْء ألا يكونَ .........أمام الصّعاب قويَّ الصمود
و لا بدَّ أن يغدوَ العيشُ يومًا.............بديعًا كمثل الربيع الفريد