لَمْ أبْكِ
لم أبك بل بكت الطلول
محتارة فيها العقول
هتّان يجري دمعها
بين الروابي والحقول
فقدت نضارتها الورود
وعودها يشكو الذبول
والطير غادر روضه
لما أحاط به العجول
والزهر جفّ من الجفا
والنجم أرهقه النحول
وشرار أفواه المدافع
أحرقت كبد السهول
والنازحون إلى الشتات
يقودهم شبح الذهول
أفواههم قد أطبقت
والليل حولهمُ جهول
وجيوش يعرب قادها
كسرى لتقرع بالطبول
والخيل واهية الخطى
لما تعودت الخمول
نيرون أوقد ناره
ويعينه نذل جهول
حرق الشآم بشعلة
سوداء يقدحها المغول
أمم الظلام تآزرت
والليل وحشته تطول
وبنات آوى شمرت
عن ساقها تبغي الغلول
سحقت مآذننا القباب
وفجرنا يمشي خجول
وحرائر الشام استبيح
حياؤها بين الفلول
ماذا تراني ياصديقي
بعد هذا أن أقول
غير الذي حكم الإله
وجاء من قول الرسول
ان الشآم بداية
لمسيرة تهدي العقول
أبو الحسن الأنصاري
.