_ كلما تذكرت الكلمة الجليلة لابن مسعود رضي الله عنه: "وأيم الله، ما هو إلا الغنى والفقر، ما أبالي بأيهما ابتدأت. إن كان الفقر إن فيه للصبر، وإن كان الغنى إن فيه للعطف. لأن حق الله في كل واحد منهما واجب" [سير أعلام النبلاء (1/ 496)].
= انبلجت عن يومي سحائب اليأس والقنوط، وانفرجت لي بصيرتي في الدنيا وبأحداثها أكثر من أمس. فمع كل يوم جديد تتجدد بجوانحي معاني أعمق أثرا وأشمل رؤية للحياة. فالغنى والفقر في تلك البصيرة ليستا إلا تجليا من مجريات دار البلاء والاختبار للأفعال والأقوال والقلوب.
فحق الله لا يفارقك سواء في حال صحتك أو مرضك، فرحك أو ترحك ... فإنما الحياة بحيثياتها أمانة لا تنفك عن كاهلك. الكل سواء في حملها.
فأنت في ترحال لباريك كل يوم وساعة ودقيقة، بل وكل نفس تلقيه يقربك من ذاك اللقاء. لن تسترجع لحظاتك ولن تعود بك هذه الحياة القصيرة، ما مضى انتهى، لكن تأخذ بيقظتنا الغفلة. تغشي بصيرتنا عن إدراك كنهها بزينتها وزخرفها.