|
دَعُــونِي أُغَــنِّي عَــنِ الْحُبِّ وَحْدِي |
وَأَتْــلُو عَـلَـى الْــحَرْبِ مِنْ وَحْيِ وَأْدِ |
دَعُـونِي أَطُــوفُ عَـلَـى كُـلِّ مَــعْنًى |
وَأُرْشِفُ حَـرْفَ الرُّؤَى صِرْفَ شَهْدِ |
أُحَـلِّــقُ بِــالــشِّعْرِ فَـــوْقَ الَــمْـعَالِـي |
وَأُطْـلِــقُ بِــالْـفِكْـرِ خَـيْلِـي وَأُسْــدِي |
وَأَبْــحَـثُ فِــي الــبِيدِ عَــنْ أُقْــحُوَانٍ |
وَأَغْــرِسُ فِــي الــصَّخْرِ أَحْـلَامَ وَرْدِ |
دَعُــونِــي هُــنَالِكَ حَـيْثُ احْــتِفَالِـي |
بِــبَــسْــمَـةِ طِـــفْــلٍ وَدَعْـــوَةِ جَـــدِّ |
وَحَـيْثُ الْــعَصَافِيرُ فِــي حِضْنِ أَيْكٍ |
تُــنَــاغِي الْــفَـرَاشَ عَــلَـى خَــدِّ رَنْــدِ |
وَحَــيْــثُ أُغَــمِــسُّ لُــقْــمَةَ طُــهْــرٍ |
بِــكُــوخٍ يُــطِــلُّ عَــلَــى قَــصْرِ زُهْـــدِ |
تَــعِبْتُ مِــنَ الْــمَـوْتِ وَحْدِي حَفِيًّا |
أَفِــي كُــلَّ عَـهْدٍ لِــمَنْ خَانَ عَهْدِي |
أُجَـلِّــي لِــمَنْ يَــعْتَرِي بَــابَ صَـفْحٍ |
وَأُعْـلِــي لِــمَــنْ يَـرْتَــقِي بَــيْتَ حَــمْدِ |
كَـــأَنَّ الْــمَــعَــانِي الَّــتِــي أَدَّبَــتْــنِي |
تَــشِــي بِــالْــمَعَانِي الَّــتِــي لَـــمْ تُــؤَدِّ |
فَــلَــيْتَ الــزَّمَــانَ الَّــذِي أَزَّ شَــيْبِي |
يُــعِــيدُ الــزَّمَــانَ الَّــذِي هَــزَّ مَــهْدِي |
وَلَــيْــتَ الْــحَبِيبَ الَّــذِي حَــزَّ قَــلْبِي |
يُــجِـيرُ الْــحَبِيبَ الَّـذِي حَــازَ وِدِّي |
فَـمِنْ وَجَـعِ الْــخَفْقِ فِــي الشَّوْقِ أَنِّي |
أَعِــيــشُ الْــحَــيَاةَ كَــأَنَّــكِ عِــنْدِي |
أُدَارِي الــسِّــنِــينَ بِــدَمْــعَــةِ شُــكْــرٍ |
وَأُخْــفِــي الْــحَــنِينَ بِــبَــسْمَـةِ وَجْــدِ |
وَمَــا غَابَ طَيْفُ الْـمُنَى عَنْ خَيَالٍ |
سِــوَى مَــا تَــرَاخَى عَلَـى جَفْنِ سُهْدِ |
لَـقَــدْ شَــاخَ بَــعْدَكِ قِــنْدِيـلُ رُوحِي |
فَــهَلْ شَــاخَ قِــنْدِيلُ رُوحِكِ بَعْدِي |
وَإِنَّ لِـــسَــمْــتِــي بَـــــرَاءَةَ نُـــــورٍ |
فَــكَيْفَ يَــهُونُ عَــلَـى الــظِّلِّ صَدِّي |
أَنَـــا فِــي الــنَّــسِيـمِ الْأَثِــيــرُ الْــمُعَلَّـى |
يُـعَرِّفُ مَــا شَــاءَ مِـنْ ضَــوْعِ نَدِّي |
وَلِــي كُــلُّ طَــيْرٍ عَــلَى كُــلِّ غُصْنٍ |
يُــرَدِّدُ فِــي الــدَّهْرِ مِــنْ نَــايِ خُــلْدِ |
أُعَــلِّــلُ بِــالْــوَعْدِ أَيُّـــوبَ صَــبْــرِي |
وَأُمْـهِــلُ بِــالــصَّبْرِ يَــعْقُوبَ وَعْــدِي |
وَبِــالْـعِلْـمِ وَالْـحِـلْـمِ هَــذَّبْــتُ نَـفْسِي |
وَحَـمَّــلْــتُــهَا هَـــمَّ كُـــلِّ مُـــجِــدِّ |
وَمَـــا الــنَّــفْسُ إِلَّا زُجَــاجَ سِــرَاجٍ |
إِذَا سَــفَّ يُــغْوِي وَإِنْ شَفَّ يَهْــدِي |
أُكَــــابِــدُ بِــالْـعَزْمِ تِــشْـرِيـنَ زَعْـــمَ |
لِـنَـبْـلُغَ بِــالْــجُـهْدِ نِــيــسَــانَ مَــجْــدِ |
مَــلِـيًّـا أُجَــرْجِــرُ حُــوبَـاتِ عَــصْرٍ |
تَــجَــهَّمَ غَــرْسِــي وَهَــشَّمَ حَــصْدِي |
سَــقَــانِي بِــثَــدْيِ اغْــتِــرَابٍ كَــأَنِّي |
تَــخَــلَّقْتُ فِــي رَحْـمِــهِ دُونَ قَــصْدِ |
لِــفِــرْعَــوْنَ فِـــيــهِ مَــقَــامٌ كَــرِيــمٌ |
وَمُــوسَــى يُـــدَعُّ عَــلَى نَــهْـجِ رُشْــدِ |
وَلِــلْــعَضْلِ حُــكْــمٌ وَلِــلْعَدْلِ وَصْــمٌ |
وَلِلـزَّحْفِ خَــوْفٌ وَلِلـْحَيْفِ جُنْدِي |
وَلِــلــصِّــدْقِ عَــــارٌ وِلــلْــمَيْــنِ غَـــارٌ |
وَلِــلْــعُــهْرِ سُــــوقٌ وَلِــلْــكُفْـرِ أَيْـــدِ |
تَــفَــاخَــرَ فِـــي الْـــقَــوْمِ زَاهٍ وَلَاهٍ |
وَفِــي الــزَّهْــوِ وَاللَّهْــوِ دَرْبُ الــتَّرَدِّي |
سَــــفَــــاهَــةُ رَأْيٍ وَخِـــسَّـــةُ لَأْيٍ |
وَإِسْــرَافُ جَــهْلٍ وَإِسْــفَافُ جُهْـدِ |
وَقَــالُوا فَــشَا الْــجُبْنُ عَـدْوَى زُكَــامٍ |
فَــلَــيْتَ الـشَّجَاعَةَ كَــالْـجُبْنِ تُــعْدِي |
هَــرِمْــنَــا نُــعَــاقِرُ نَــجْــوَى انْــتِــصَارٍ |
وَمَــــا زَالَ يَــرْتَــعُ فِــيــنَا الــتَّعَــدِّي |
نَـــنَــامُ وَنَــمْــضُــغُ مَــــاءَ الــتَّـمَــنِّــي |
وَنَــصْحُو عَـلَى الْمَوْتِ مِنْ كُلِّ ضِدّ |
وَنَــشْــحَذُ سَــيْــفَ الْــوَغَى بِــاقْتِدَارٍ |
إِذَا كَـــانَ فِــيــنَا يَــصُــولُ وَيُــرْدِي |
وَنَــسْــخًا نُــبَــاهِي الْــوَرَى غَــدَ عِــلْمٍ |
بِــأَحْـجَــارِ نَـــرْدٍ وَأَوْرَاقِ بَـــرْدِي |
تَـــبَــابٌ يُــبَــارِي بِــفُــرْقَةِ شَــعْــبٍ |
وَجَــدْبٌ يُــمَــارِي بِــبَـرْقٍ وَرَعْــدِ |
فَــفِــيـمَ اسْــتَــزَلَّ الــتُّقَى مَــنْ تَــأَلَّــى |
وَأَصْـــلُ الــتُّــقَى بَــيْنَ رَبٍّ وَعَــبْـدِ |
وَكَــيْــفَ يُــحَــلِّـــقُ طَــيْــرُ الْــفِــدَاءِ |
إِذَا كَــانَ يَــنْتِفُ رِيـشَ الــتَّصَدِّي |
وَكَــيْــفَ تُــــحَــرِّرُ أَوْطَـــانَ قَــهْــرٍ |
شُـــعُــوبٌ تُــقَــايِضُ قَــيْــدًا بِــقَيْــدِ |
وَمَــــا الْــقَــهْـــرُ إِلَّا فَــتِــيــلَ الْإِبَــــاءِ |
فَـــلَا تَــسْــأَلُــونِي عَـــنِ الْــمُــسْتَبِـدِّ |
دَعُــونِي فَــرَغْمَ انْــكِسَارِي سَــأَحْيَا |
أَبِـــيًّــا يَـــسُــودُ وَحُــــرًّا يُـــفَــدِّي |
وَمَــهْـمَــا تَـــوَاطَــأَ إِكْـلِــيلُ غَـــدْرٍ |
فَــلَــنْ أَسْــتَــكِيـنَ إِلَـــى ذُلِّ رَغْـــدِ |
تَــحَدَّيْتُ نَــفْسِي عَــلَى الْــمَوْتِ نُــبْلًا |
وَسَـــوْفَ أَفُـــوزُ بِــهَــذَا الــتَّــحَدِّي |
فَــخَـيْـرٌ لِــمِـثْــلِـيْ الْــحَـيَــاةُ بِــمَـوْتٍ |
مِــنَ الْــمَوْتِ حَــيًّا عَــلَى بَابِ وَغْدِ |