هــا قـد جئتكم رجلا ..
" لحظة الإعتقال "
حزن وريح على الأبواب ما انفضا
والشـوق نار وما عين رأت غمضا
ضاقت به الأرض والتلهاف يسـبقه
حَضنا لقلب توارت خلفــه الفوضى
دمــع على طفلــةٍ أرخـت جديلتهـــا
تستبطئ الوقت في ليل مضى ركضا
تعلــق الكــف بــالكفين فــارتعشــــا
من عبرة وجدَت من رأسـها أرضـا
قـالت حبيبي فمــاد الكون من وجـع
وأســـدل الحزن عتمـا كان منفضّــا
لا توقظ الوقت علَّ النــور يجمعنـــا
لآخـر العمـــر لا غيضــا ولا قبضــا
عـلَّ الليــالي وقــد ضاقت بعتمتهـــا
تـراود البــدر كي يرخي لنــا فيضـا
تنــاثر الوقت في الأرجــاء منتحــرا
وأغرق الحزن وجهــا طاهراً غضـا
وأقبــل الليــل ثوبــــا ليــس يحملــه
إلا بغــاة بجـيــش يشــعل الرمضـــا
صوت الجنازير حول الدار, يسـحقها
صوت المؤذن بالتكبير.. ما أمضى!
الله أكبـــــر .. . يــــــا الله أحملهـــــا
في الصدر نبضا بعون الله لي فرضا
من أجل أرض غدت في الأسر رازحة
وها هو الأسـر قرب الباب لي أيضا
ضمته أخرى وطرق البــاب متصـل
والصمت أشـعل في قلبيهما رفضـا
لا تكسـر الباب ها قـد جئتكم رجــلا
فـي مقلتيــه نعيــم النــوم لا يرضى
قــالت دَعُــوهُ وقــد جفَّت ملامحهـــا
وقسوة الطين تكســو حزنـها مضّـــا
أرخت على الوجه ليـلا لا نهـار بــه
وأوْدَعَ الحــزن في ليلين ما أفضى
تعلــق القهــر في العينين فـاحترقــا
ووابل الــدمع في الخدين قـد أمضى
والنهنهـــات كأن الصـــدر ينفثهــــا
بركانَ جمــر عـلا الأنفـاس مُنقضـا
تجمــد الــدمع في عينيهمـــا فَهَمـى
دمــع الســماء رذاذاً هـــدَّأ النبضــا
أخـرج اليهـــم بُنيَّ العـــــم انهمـــوا
أمسـوا فروعا لجذر بـــات منفضــا
أخرج اليهــم سـيبقى البيت منتظــرا
إطــلالة الفجــر لا يخبــو له ومضــا
أخرج اليهــم ســيبقى البيت منتظـرا
رفيــق العمــر لا يخبو لــه ومضـــا
وامسحْ دموعك لا تخرج بــلا وطن
فإنمــا الأرض من عينيـك لا تنضــا
وأقبـَـــلَ الجنــد بالأصفــاد مُرسـِـلة
حقــدا بكفين كانـــا للهوى محضــــا
وغادرالجيش داراً بعد ما انصـدعت
ولوثتهــــا أيــــاد تحمــل البغضــــا
يُشــبِّه النــاس أوقــات الأسـى بأسى
لكن جــرح الفــدا فخـر لمن يرضى
البسيط