|
اِسْألْ لسانَ اللظى يُخْبِرْكَ عمَّا بي |
يكادُ يَلْفَحُ حَرُّ الغيْظِ أعْتابي |
في البيتِ ‘ثلَّاجةٌ’ طِيبُ المَعاشِ بها |
أحْتاجُ ‘ثلَّاجةً’ أخْرى لِأعْصابي |
ذَرُّ الرمادِ برُوحِ الجمْرِ يمْلَؤُني |
كأنَّنِي في الزوايا مَوْقِدٌ خابِ |
والمرْءُ ليس سوى رُوحٍ بلا عُقَدٍ |
أو خافِقٍ في بَرَاحِ الضَّيْمِ وثَّابِ |
خُلِقْتُ أرْهَفَ إنْسانٍ بعاطفةٍ |
عَلِقْتُ منها بِأجْفانٍ وأهْدابٍ |
وكمْ أوَدُّ صُراخًا لا يُطاوعُني |
وأنْ أُفَجِّرَ دَمْعًا غيْرَ مُنْسابِ |
ما لي أُحَمِّلُ نفسي فوقَ طاقتِها؟ |
ما لي أمُتُّ إلى الشكوى بأسبابِ؟ |
يا أيُّها الضجَرُ المسْجورُ جَدْوَلُهُ |
أضْرَمْتَ نارًا بروحي لا بأثوابي |
أُمْسِي فلا أعْتلي إلا سَنامَ ضَنًى |
نَسيجُهُ حِيكَ مِنْ مِلْحٍ و مِنْ صابِ |
أغدو فلا ألْتقي إلا مَنِ انْعَقدَتْ |
في نفسِهِ سُنَنُ الأدْغالِ والغابِ |
لا شيْءَ في وَصَفاتِ الحالِ يُعْجِبُني |
ولا خَلَاقُ الورى أحْرَى بِإعْجابي |
كمْ فاشِلٍ يَعْتريني في مُعاملةٍ |
يَصُبُّ لي المَيْنَ أكوابًا بأكوابِ |
أُشيحُ عنهُ بوجْهي أو أقولُ له |
"أنا الحليمُ فهلْ يُرْضيكَ إغْضابي؟" |
"نَهْجي الوُضوحُ فأقْبِلْ منْ مسالكِهِ |
فإنْ أبَيْتَ فلا تطْرُقْ على بابي" |
مُنافِقٌ هُوَ لمْ تنْفُقْ بضاعَتُهُ |
يَلْقاكَ في نَفَقِ الدنيا بِتَرْحابِ |
فإنْ تُفارقْهُ يأْكُلْ لحْمَ ظهْرِكَ لا |
يَعِفُّ عنْ وَصْمِ أسماءٍ وأنْسابِ |
كمْ مَشْهدٍ في مشاويري شَرقْتُ بهِ |
في واجهاتِ المرايا غيْرِ خلَّابِ |
منْ غادَةٍ يَجْرَعُ الإهمالُ عِفَّتَها |
فتسْتنيمُ لِأوْغادٍ وأغْرابِ |
تناوَشَتْها ذِئابُ الليلِ - إذْ شَرَدَتْ |
عنِ القطيعِ - بأفْواهٍ وأنْيابِ |
تجاذَبَتْها سَراديبُ الخطيئةِ لا |
تكادُ تُخْطِئُها في كلِّ سِرْدابِ |
ومِنْ شريدٍ على الإسْفَلْتِ مُنْبَطِحٍ |
أوْ هائِمٍ هُوَ لِلْآفاقِ جَوَّابِ |
يَمُدُّ راحتَهُ صوْبَ الفراغِ فهَلْ |
مِنْ واهِبٍ لِشُعاعِ الخيْرِ وَهَّابِ؟ |
يُسَامُ ذُلًا بأسْوارِ المدينَةِ أوْ |
يُداسُ فيها كصُرْصارٍ بِقُبْقابِ |
أو فِتْيَةٍ عن سبيلِ الرشْدِ قدْ ذَهِلوا |
يُعاقرونَ الهوى نَخْبًا بأنخابِ |
لمْ يَنْشُدوا توْبةً يَوْمًا ولا ذكَرُوا |
كالذاكِرينَ ولا صَلَّوْا بِمِحْرابِ |
وفي الفصولِ تلاميذٌ إذا سُئِلوا |
عنْ غايةِ الدرْبِ رَدُّوا رَدَّ مُرْتابِ |
إنِّي أرى ظُلَلًا تَغْشَى مداركَهُمْ |
لا يَنْشُطونَ بِسَلْبٍ أوْ بِإيجابِ |
مَكانُهمْ في سُوَيْداءِ القلوبِ فَهَلْ |
تُجْدِي المَحَبَّةُ في ترْغيبِ هَيَّابِ؟ |
يَسْتمْسِكونَ مِنَ المَبْنَى بِأضْعَفِهِ |
وَيُمْسِكونَ منَ المعْنى بِأذْنابِ |
هذا الحديثُ على الإيجازِ مَحْمَلُهُ |
لا يُسْتطابُ بِحَشْوٍ أوْ بِإطْنابِ |
قدْ قُدَّ منْ نَغَماتٍ لا يُطاوِلُها |
بَوْحُ الوليدِ ولا ألْحانُ زِرْيابِ |