أصفق بحرارة لهذه الخريدة التي ذكرتنا بالوطن الجميل ....
*وما أوجعَ الزيتونَ شابتْ غصونُهُ= وراحَ يواري شيبَه ويراهقُ
أعجبني تشبيه الزيتونة المعمرة التي تغطي اليابس من أغصانها بالجديد النضر...تماما كما يفعل المسن الذي يغطي شيبه ويصبغه تشبثا بالشباب ....
*
سريتُ إلى مُرّانَ شوقا كأنّما = يسيرُ إلى خدر الحبيبة عاشقُ
أعجبني وصفك للسير إلى مران بسير الحبيب إلى خدر محبوبته من ناحية الشوق ومن ناحية السير على حذر...وقد جاءت كلمة سريت في محلها المناسب تماما...
*فناديتُ :مَنْ بالدار؟ طار ليَ الصدى = كضربةِ سكّينٍ وكدْتُ أفارقُ
ورحتُ بلا وعيٍ أقبّلُ بابها = وأترك روحيْ للجدار تُعانقُ
.
فبيتٌ هنا يجثو وآخر منحنٍ = وبيتٌ أصابته الرعودُ الصواعقُ
.
وعشٌّ على الشبّاك فيه حمامةٌ = تنوحُ كما ناحَ المصابُ المفارقُ
أعجبني نقلك التصويري للمشهد بكل تفاصيله حتى كأن القارىء يراه أمامه...
فحلّ على سقف السرور غرابهمُ = وما ظلّ للأفراح سقفٌ وطابقُ
أعجبني تشبيه السرور بالبيت بما فيه من الألفة وقد حلت على سقفه غربانهم (كناية عن لؤم وشؤم المغتصب ) فغطته كله...فلم يعد فيه للفرح مكان...
ففي كل دربٍ للحكايةِ مقتلٌ = وفي كلّ بستانٍ هناك مشانقُ
أعجبتني الكناية عن كثرة القتل وقد عمت جميع الأمكنة...
فبلّغْ ثرى مُرانَ أن حنينها= تغنّيهِ في أيدي الرجال البنادقُ
لم يغب عن الشاعر التشبث بحق عودة الوطن لأصحابه الأصليين ...وأن الجهاد مستمر حتى يتحقق ذلك الهدف... فلا للمساومة ولا للتفريط...
* أعجبتني الأصالة والتعبير عنها بأدواتها مثل ( الصاج، الطابون، المفتول، المنسف...الخ)...
بارك الله بك أخي الحبيب وأشكرك على هذه الماتعة الشجية وأرجو أن لا يطول زمن عودة الحق لأصحابه الشرعيين..
تقبل تحياتي ولك أجمل الأمنيات وصادق الود