مللت من الصد والإعتذار
وذل السؤال وصفح الكبار
ومل الأنام عنادي القديم
ومن ذا يطيق عناد الصغار
ومنذ هربت وكلي هموم
فلا قرب الله ذاك القرار
تصعلكت في البيد دون قيود
قطعت الطريق وعثت الديار
بطشت بشعرٍ يهز القلوب
وأرعبت قومي ((بدون افتخار))
بنيت من الجور قصرا منيف
وأشعلت في قبة القصر نار
جلست على العرش لكن وحيد
وعمري يضيع بدون جوار
تعبت من الحرب والإنتصار
وتقت إلى الشعر دون شجار
ضعفت وثار علي الجنود
وأشرف قصري على الإنهيار
فررت لأني أجيد الفرار
وأدركت أن البقاء انتحار
أنا طائش الشعر جئت عطوش
لواحاتكم من أقاصي القفار
على الرمل حافٍ بدون سقاء
شوى بطن رجلي لهيب النهار
بحثت عن المجد دون صديق
فعدت وحيدا شريدا بعار
تمردت تيها على العارفين
فعدت إليهم وكلي صغار
بحق العروبة أم الجميع
أما زلت في لوحة الإنتظار؟
وهل ظل لي بين أهلي جدار؟
وهل يذكر الناس من شهريار؟
شهريار