إذا كانت وظيفة النقد هي إضاءة النص بالإشارة إلى مواقع قوته وضعفه وتناوله بالتحليل وإبراز قيمته الفنية وما أضافه لمسيرة الأدب.. فإنّ المدارس النقدية الغربية قتلت النص وأفرغته من محتواه !
مثلاً.. البنيوية التي أرادت المعنى عجزت عن ذلك، والتفكيكية أرادت اللامعنى فحققت ذلك.. وكانت مدارسهم تتوافق مع فلسفاتهم وثقافتهم وأمزجتهم..
المشكلة أن أصحابنا ـ كعادتنا في الاستهلاك ـ سحبوا تلك النظريات النقدية الغربية بكل ما فيها من خصوصيات، ليوهمونا أنها الخلاص النهائي والدرجة الأخيرة التي ما بعدها درجة..
والغريب أن من أصحاب تلك النظريات من هجرها إلى غيرها وحكم عليها بالخطأ !
الحل هو تبني منهج نقدي مؤصّل عربياً، ينطلق من تراثنا وخصوصياتنا، مع الإستفادة من كل المعطيات الإنسانية، ولكن بعد نقدها وتصفيتها وتنقيتها..