خُذْنِي "لِأَنْدَلُسٍ" يَا طَيْفَ أَنْدَلُسِي
رَجْعَ الصَّدَى نَفَساً إِذْ يَنْقَضِي نَفَسِي
خُذْنِي.. فَلَيْسَ لِهَذَا التِّيهِ يُبْلِغُنِي
وَلَا أَضَاءَ بِلَيْلِ الْمُنْتَهَى قَبَسِي
سِرْ بِي عَلَى عَجَلٍ، كَمْ شَفَّنِي مَهِلاً
حُزْنُ الْمَنَافِي وَبَرْدُ الْقَلْبِ فِي الْغَلَسِ
سِرْ بِي لِآخِرِ مَا أَفْضَتْ إِلَيْكَ بِهِ
غَرْنَاطَةُ الْعُرْسِ، لَا غَرْنَاطَةُ الْعَسَسِ
قُدْنِي لِأَجْمَلِ فَانْدَانْغُو، لِرَاقِصَةٍ
رَنَّتْ خَلَاخِلُهَا جَرْساً بِلَا جَرَسِ
مَا هَزَّتِ الْخَصْرَ إِلَّا هَزَّنِي شَغَفٌ
وَلَا بَدَا السَّاقُ إِلَّا سَاقَنِي هَوَسِي
قُدْنِي لِدَمْعَةِ كُحْلٍ أَسْتَدِلُّ بِهَا
عَلَى الْأَمِيرَاتِ إِذْ يُسْلِمْنَ لِلْحَرَسِ
اَلْقُرْطُبِيَّاتِ مَنْ حِنَّاؤُهُنَّ دَمٌ
يُنْبِي عَنِ الْمَوْتِ فِي بَحْرٍ وَفِي يَبَسِ
وَالْقَشْتَلِيَّاتِ مَنْ ضَيَّعْنَ أَلْفَ فَمٍ
مُذْ خِطْنَهُ بِجَدِيلِ الْحُزْنِ وَالْخَرَسِ
وَالْغَالِسِيَّاتِ أُولَاتِ الرِّجَالِ، وَكَمْ
رَفَّتْ بَيَارِقُهُمْ مِنْ زَفْرَةِ الْفَرَسِ
قُدْنِي لِأَنْدَلُسٍ خَبَّتْ مَآذِنَهَا
خَوْفَ الْأَسَاقِفِ وَالصُّلْبَانِ وَالْكَنَسِ
يَا لِلطَّوَائِفِ يَوْمَ الْبَيْنِ لِمْ جَبُنُوا
مُسْتَصْغَرِينَ حُيَالَ الثَّعْلَبِ النَّجِسِ
فِي أَرْضِ مَسْبَعَةٍ تُرْجَى لِمَسْغَبَةٍ
أَرْضاً تَمُوجُ وَمَاءً غَيْرَ مُنْحَبِسِ
قُلْ لِلطَّوَائِفِ بَكَّائِينَ مُذْ غُلِبُوا
اَلدَّهْرُ يَكْشِفُ أَهْلَ الصِّدْقِ وَالدَّلَسِ
خُذْنِي لِأَنْدَلُسٍ أُخْرَى أُعِيدُ بِهَا
مَا كَانَ بِالْأَمْسِ مِنْ أَمْجَادِ أَنْدَلُسِ
...