من شعر السجال
دالت مُروءَتنا أم أننا همَجُ
..........................والحالُ مال َبنا فالكلُّ مُنزَعِجُ
والكُلُّ مُضطربٌ فالبعضُ في هَرَجٍ
.......................والبعْضُ في مَرَجٍ يلهو به العُلُجُ
مِلْنا عن النَّهجِ حتى صار أمثلُنا
...........................نهْباُ لمُنقلِبٍ في نَهْجِه العِوَجُ
أو صامِتاً وذوي الأهواءِ في صلف
.............................تنَمَّروا فتجلّى فيهمُ الخَمَجُ
والحالُ أنَّ أولي الأفهامِ في ضنَكٍ
....................والجهلُ يطفو وفي إعتامِهِ الخدَجُ
ما بالُنا في أتونِ اليأسِ عاقلُنا
....................ووَعْيُنا في دروب الوَهم يندَرجُ؟
قد قالَ قائلُنا والحقُّ ينكِرُهُ:
.................."أنا ومن بعْدِيَ الطوفانُ والحَرَجُ"
تبّاً لمُهلَكةٍ قد خابَ قائلُها
.......................وخابَ مَن بِمُداها اليوم ينبَعِجُ
****
جورٌ على ساحة الإبداعِ يمتزجُ
..................فيه الهَوى ورُؤى الأضدادِ تختلِجُ
ما زالَ مُبدعُنا يبدي سماحَتهُ
......................ويرْتقي سُلَّماً في نهْجِه الأرَجُ
لكنَّ شانِئَهُ في الظلِّ يرْصُدُهُ
...................وراصِدُ الظلِّ في الحُسّاد ينْدَرجُ
مُبرَّحُ الذهْنِ في الإفساد منشغلٌ
................"مُرَمَّدٌ" في بهرَجِ الألوان ينزَعِجُ
كنافِخ الكيرِ إذ يحرقْ ملابسَهُ
..............لا بائع المِسْك حيث الطيبُ والهزَجُ
لله أدعو لمن للخير منتصرٌ
.................يا باغي الخير بعد العُسْرِ تنفرجُ
***
جور المَلا في عَمى الألوان يندرجُ
..............من يملك الوَعْيَ لا يرْقى له العِوَجُ
والعُمْيُ تنظِمُهمْ في الإفكِ مَغطشةٌ
.................بعضُ البَصائر قد ينتابُها الرَّهَجُ
والفِكْرُ يفتحُ أبواباً لمن فقِهوا
..................ويغلقُ الجهلُ آفاقاً لمن خرَجوا
للنّار من حطَبِ الجهاّلِ ألسنةٌ
...............تعلو إلى شاهق في الجوِّ تنعَرجُ
والحقُّ يعلو إلى ما ليس تبلغُهُ
...................إلى النُّجومِ بما لا يحلم الخَلَجُ