أبتاه
خبز ودماء
ٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ
رَبَّاهُ ,,, رَبَّاهْ
هَذِي يَدُ أَبِي مَبْتُورَةٌ حَمْرَاءْ
وَرَغِيفُ الخُبْزِ فِيهَا
يَقْطِرُ دِمَاءْ
وَبَسْمَةُ وَجْهِهِ
رَغْمَ الحَرَائقِ
تَتَحَدَى المَوْتُ
تَهْزَؤُ بِالْفناءْ
وَرَغِيفُ الْخُبْزِ مَحْرُوقٌ
مِنْ عُبْوًةٍ نَاسِفَةٍ
فَتَتَ جِسْمَهُ أَشْلَاءْ
أَبَتَاهُ ,, أَبَتَاهْ
بِالْأَمسِ بَتَرُوا رِجْلِكَ
وَأَبَاحُوا دَمَكَ
لَا كُفْرَاً وَلَا اعْتِدَاء
لِأَنَّكَ كَفْرْتَ أَنْتَ بِرَبِّهِمْ
بِشَرِيعَتِهِمْ الجَوْفَاءْ
بِإيِمَانِهِمْ أَنَّ كَلَ شَيْءٍ
لَهُمْ مُبَاحٌ
وَكُلُ مَاسِوَاهُمُ زِنْدِيقٌ وَفَاسِقٌ
وَكُلِ رَبٍّ سِوَى رَبُّهِمْ هَرَاءُ
أَبَتَاهُ ,, أَبَتَاهْ
قَدْ أِغْتَالُوكَ فِي جُلَّقٍ فِي بَغْدَانِ
فِي طَرَابُلْسَ فِي صَنْعَاءَ
وَفِي تُونُسَ الخَضْرَاءْ
أَشْبَاهُ الرِجَالِ أَسَالُوا دِمَاءً ذَكِيَةً
ضَرْجَتْ سِينَاءْ
أَبَتَّاهُ
عِكاَزُكَ تَلْعَبُ بِهِ الرِيَاحُ
وَتَضْحَكُ عَلَى مِقْبَضِهِ الدِمَاءْ
أَشْلَاءُ ,, أَشْلَاءُ
وَأَنْهُرٍ مِنْ دِمَاءٍ
صَبَاحُنَا وَمَسَاؤُنَا
لَيْلُنَا وَنَهَارُنَا
دِمَاءٌ وَأَشْلَاءٌ ,, وَدِمَاءْ
وَخِبْزُنَا قَدْ سُرِقَ مِنَّا
وَسَاوَمُونَا عَلَى أَعْرَاضِنَا بِحَبَّةِ الدَوَاءْ
فِي الرُكْنِ يَتَكَوَمُ جَسَدٌ قَدْ أَعْيَاهُ وَهَدَّهُ الدَاءْ
يَكْتِمُ بِأَلَمٍ يَعْتَصِرْهُ وَنَوْبَةُ سُعَال خَرْسَاءْ
يُكَبِرُونَ حِينَ ذَبْحِنَا كَأَنَّنَا نِعَاجٌ تُنْحَرُ
بِاسْمِ الشَّرِيعَةِ السَمْحَاءْ
وَبُيُوتَنَا قَدْ هُدِمَتْ عَلَى رُؤسِنَا
بِاسْمِ ثَوْرَةً غَرَاءْ
وَأَعْرَاضِنَا قَدْ بِيعَتْ فِي سُوقِ النَخَاسَةِ
لِمَنْ يَدْفَعُ بِسَخَاءْ
وَبِتْرُولَهَمْ قَدْ تَحَولَ لِرَصَاصٍ
يُمَزِقُ قُلُوبُنُا بِتَيهٍ وَكُبْرِيَاءْ
قَدْ غَدَى بَنُو صُهْيُونَ أَحْبَابَاً لَهُمُ
وَغَدَوْنَا الخِصَمُ وَالْأَعْدَاءْ
أَبَتَاهُ ,,, أَبَتَاهْ
قَدْ ذَهَبْتَ وَتَرَكْتَنَا وَحِيدِينَ
كَغُصْنِ الرِيَاحِينِ نُعُومَةً
نُصَارِعُ الخُبَثَاءْ
هَذَا يَرُومُ جَسَدِي البَضُّ
وَذَاكَ يَتَلَمَّظُ لِجَسْمِ أُخْتِي بِاشتِهَاءْ
وِآَخَرٌ يَرْمِقُ أَخِي الصَغِيرُ
بِشَهْوَةٍ دُونَ حَيَاءْ
ذَهَبْتَ وَتَرَكْتَنَا
وَصَرِيرَ أَسَنَانِ الذِئَابَ
حَوْلَنَا عِوَاءٌ عِوَاءٌ عِوَاءُ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
أحمد مصطفى الأطرش