حمل اللوحة بيضاء كالعادة , قطع الطريق الرّتيب من المحل إلى البيت كئيبا كالعادة . لم تنتبه زوجته الجالسة منزوية لدخوله , ولم يُعرها اهتمامه . عاين أوراقا مبعثرة على مكتبه , أوراق الفواتير كالعادة . وتوجّه إلى مرسمه , وضع اللوحة , وبعثر ألوانه الكئيبة , الأسود الممزوج على الرّمادي الباهت . حرّك كرسيّه ابنه الصّغير الذي جاءه يحبو ويضحك . سقطت اللوحة , وضع الصّغير يديه العابثتين على أنابيب الألوان . واصل حبوه على اللوحة ضاحكا , وطبع الألوان عليها , مبعثرة , الأصفر , الأزرق والأحمر . حمل اللوحة زاهية الألوان وواصل رسمه . خرج بعدها إلى الحديقة زاهية الألوان , مع زوجته وابنه , الصّغير الضّاحك .