بحثْتُ عنّي وكان الوقتُ في الغَسَقِ
.....................................فلم أجدْني وصارَ البحثُ في الطُّرُقِ
واللّيْلُ مشتَعِلٌ والدَّرْبُ يسأَلُني
.............................................عن ي ويسألُ عني كلَّ مُفْتَرَقِ
أدورُ حوْلي كأنّي لستُ أَعْرِفُني
....................................وكيْفَ أعرِفُني والخوْفُ في الحَدَقِ؟
على ضِفافِ المَرايا واقفٌ شَبَحي
..........................................بالع يْنِ يرمُقُني بالشّكِّ والفَرَقِ
دَخَلْتُني.. فإذا في داخلي نَفَقٌ
........................................فكيْف َ أُخْرِجُني من ربْقَةِ النفَقِ؟
مَشيْتُ .. والعتْمُ في عيني ستائِرُهُ
..........................................تدنو وتبعُدُ فالعيْنانٍ في رَهَقِ
في مُقْلَتَيَّ سراجُ الحدْسِ مُتَّقِدٌ
.......................................يقودُ خَطْوي ويتلو سورَةَ العلَقِ
لكنَّ درْبي طويلٌ في متاهتهِ
.......................................تدورُ ناعورَتي بالسُّهْدِ والأرَقِِ
للنَّهرِ ضفَّتُهُ الأخرى تسابقني
.......................................إلى مَدايَ فإنَّ البحرَ في أفُقي
والنَّهرُ يجري إلى بَحرٍ يلوذُ بهِ
......................................والبحر ُ يحضنهُ طفلاً أباهُ لَقي
وَجدْتُني ذات لحظٍ أحتسي مطرا
............................بشاطئ الوَهمِ في مقهىً على الشفَقِ
وكنتُ وحدي أعدُّ النجمَ منسرحا
.........................وأرشفُ البحرَ رشْفَ الجوعِ ..كالمرَقِ
سرحانَ.. يسرقُني حلمٌ يراوِدُني
..................................ما كنتُ أحلَمُه والنيرُ في عنُقي
يكادُ دبّي بكلِّ الحُبِّ يقتلُني
...................................ولا ذبابَ على أنفي ولا علَقِ
يا دبُّ مهلا..ومات الصوْتُ منخنقا
......................................فكيْفَ أنقِذُني باللهِ يا مِزَقي؟
والدُّبُ يرفَعُ "بالعرْفان" صخرَتَهُ
.................................يذودُ عني العِدا بالحمْقِ والنَّزَقِ
ممزقاً صرْتُ بينَ الدُّبِّ منتصباً
.............................بالموْتِ في يدِهِ.. والموْتِ بالغرَقِ