أيعشقُ الطيرُ أنغامي وتغريدي؟
فمـا بـه ليس يأسـو للمعاميدِ؟
لا باركَ اللهُ في شـعـرٍ أُرَقِّـقُـهُ
أشهى من الدّلِّ في الغِيدِ الأماليدِ
ماذا تُفِيدُ القوافي الرّافِـلاتُ إذا
أثنى الأنامُ على عزفي وتنهيدي
حسبي من الفن لحناً غير مبتذلٍ
كأنّـهُ الشهـدُ أو خمـرُ العنـاقيـدَِ
بـه الخلـودُ وأسـرارُ الخلـودِ بـه
به الجمـالُ تمـاهَى دون تعقيـدِ
أحجمتُ عنه وبي شوقٌ يُغالبني
وقلتُ أنسـاهُ ... إني ناحـلُ العـودِ
قد أصبحَ البوْحُ بين الناسِ متهماً
حتّى غدوتُ وحالـي غيرُ معهـودِ
لو كان يُعـرفُ ما حظّـي وخيبتُه
ومـا أعـانـيـه مـن هـمٍّ وتنكـيـدِ
هم يكرعون كؤوسَ الأنسِ صافيةً
ويصـدرون وكأسـي غيـرُ ممـدودِ
مثل السرابِ يشي بالرِّي، ما ظفرتْ
يـدايَ منـه بغير القاحـلِ المُودي
القيْظُ بدّدَهُ فـي سطـوةٍ، ومضـى
بـه النّـهـارُ بأفـقٍ غيـر مـسـدودِ
فهـل أفيقُ علـى سيمـاء فاتنـةٍ
وتشرق الشمسُ لي إشراقةَ العيدِ
الشعرُ ليس بمقصورٍ على بشـرٍ
يوما، وليـس بمرويّ الصّيـاخيدِ
إنّـا نعبّ ُ بكأسِ الشعـرِ سكرتنـا
ولـو أتـانـا بـهـتّـانِ الـمـواجـيـدِ
مروق من نبيـذِ الحـرفِ منسكبٌ
من غصةِ الروحِ في دمـعٍ وتسهيدِ
ما لـي أنقبُ عمّـا فيـه من وجـعٍ
كـمـن ينقبُ عـن نبـع بجـلمُـودِ
تراه يهـزأ بي طـوراً، ويهتفُ بـي
طوراً بطيف كوجـه الكاعب الرود
سحران فيه على ما فيـه من نِقَمٍ
سحرُ القدودِ وسحرُ الأعينِ السـودِ
فما على البلبلِ الغريـدِ من حـرجٍ
إذا تـرنّـحَ فـي حـُلْــوِ الأغـاريــدِ
لولا رفيفُ الهوى الوسنانِ في خلدي
لظل شعري حبيساً في الأخـاديـدِ
شعر : الحسين الحازمي
السبت 1440/3/9هـ