أطيرُ مَع الصَّبا حُرَّ الجَناح
..............وأسبَحُ في البَهاءِ مع الصَّباحِ
وقد نفَثتْ نَواجذُهُ سَناءً
...............تَوَشَّحَهُ المَدى حسَنَ الوِشاحِ
أُحلِّقُ طافِيا فوقَ انتشائي
...........بريش الشَّوْقِ يحملُني انشراحي
يُقبِّلُني النَّدى فأَسيحُ توْقاً
..................على خَدِّ الشقائقِ والأقاحِ
فيبكي الياسَمينُ بلا دُموعٍ
....................ويتبعُهُ البنَفسَجُ بالنُّواحِ
تَحنُّ إلى رُبى الزَّيتون نفسي
.................وأصبو للمَدائنِ والنَّواحي
فأعزفُ لحنَ آهاتي بصبْر الـ
.................ـجبالِ تَصُدُّ أرْتالَ الرِّياحِ
فَراشاتي إلى نوري حَجيجٌ
...............يَطُفْنَ بشمْعَتي قبلَ الرَّواحِ
نَوارِسُ لهْفَتي سِرْبٌ فسربٌ
.........وعصفورُ الهَوى تأوي بساحي
لأجمعَ في الشروقِ عُذوقَ تمري
......فأشربٍُ في الغُروبِ كُؤوسَ راحِ
صِياحُ الدِّيكِ يمْنَحُني صَلاةً
..............وخيْلُ الفجرِ تُقْبِلُ بالفَلاحِ
تُطلُّ عَليَّ من أفقٍ تَرامى
...عَلى مَرْمى العَصا.. تذْكي طِماحي
مُطهَّمةٌ تُسابِقُني خُيولُ
.......الـضِّياءِ بهِ وتصْهلُ في بِطاحي
بِجيْشٍ في غَلائلِها تَوارى
.............بلَوْن التِّبْرِ يرْفُلُ بالرِّماحِ
لتنْثُرَ من سَنابِكِها رُواءً
............وتُطْلقَ في أَعنَّتِها جِماحي
تُبارِكُ عندَ غارَتِها غُدُوّي
..........وتبْني في معسكرها مَراحي
سأركبُ خيْلَها والعُمْرُ يجري
...........على صَهَواتها ينمو كفاحي
وَحيداً أمْتَطي آثارَ جرْحي
..............أُبلْسِمُها فتَنْزِفُني جِراحي
أطوفُ مَفاوزَ الفلَواتِ وحدي
...........وأرْحَلُ في فَضاءاتِ المُتاحِ
بِساطُ الرّيحِ يحْمِلُني برغمي
..............يُطوِّحُني فتخذلُني قِداحي
وَباتَ يُقَدُّ منْ دُبُرٍ قَميصي
.............وتعْقُرُني الكِلابُ بلا نُباحِ
أمدُّ نَواظِري نحْوَ امتِدادي
.......وشعري دمْعَتي وصَدى نُواحي
تَطَيَّرُ بي بُغاثُ الطيْرِ رجْماً
........بغيْبِ الدّاجياتِ من اللَّواحي(١)
وتغبطُني الكَواسرُ كيْفَ أنّي
......بريش الصَّبْرِ يرحَلُ بي جَناحي
أَحومُ عَلى الثُّغور مَعي خَيالي
........لأمسَحَ بالمُحالِ صَدا سلاحي
+++
(١)اللواحي: العواذل