السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم ما أرجو أن ينال استحسانكم وهو قصيدة بعنوان: جذوة من نار موسى
(جذوةٌ من نار موسى)
لو أنّ لي بمجراتِ الزمانِ يدا
فأُرجعَ الأمسَ حتى ألتقيه غدا
لو أن لي حظَّ من سارت ركائبُه
إلى ابنِ يعقوبَ وسْطَ البئرِ إذ ورَدا
لو أن لي أحداً غيرَ الظلالِ كما
لو أن للوردِ لما مالَ مستندا
لا خيرَ في الظلِّ إذْ لم يفدِ صاحبَهُ
إن كان مقترباً أو كان مبتعدا
ما كان للأمسِ فضلٌ غيرَ أنَّ بهِ
شيئاً من الغيبِ أخفى سرَّه وبدا
فليمضِ غيرَ قريبٍ لستُ مكترثاً
كأنه زاد أياماً خلَتْ عددا
ورُبَّ متبعٍ للذكرياتِ كمن
رأى السرابَ فألقى دلوَهُ وعَدا
ألقى على عينهِ الذكرى لعلَّ بها
ترتدُّ تبصرُ فازدادت بها رمدا
عِشْ أيها القلبُ منسيَّاً بلا كمَدٍ
قد مات مُحترقاً من عاش مُـتّقدا
وكن كأيِّ رمادٍ تحتَ عاصفةٍ
كأي طيرٍ رأى ما لا يُرى فشدا
أنصتْ كثيراً إلى ما لستَ تسمعُهُ
وأبصرِ الغيبَ حتى لا ترى أحدا
وارْجُ النجاةَ لكلِّ العابرين وإنْ
مرُّوا جميعاً وما مدُّوا إليك يدا
كم عابرٍ مرَّ بالنارِ التي ندَبت
موسى ولم يلتفتْ للنارِ وهْيَ هُدى
وعابرٍ قصَدَ النارَ التي اشتعلت
غيضاً لتُحرقَ إبراهيمَ وهْيَ سُدى
فكن كأيِّ نبي عاشَ منفرداً
وماتَ منفرداً واندسَّ منفردا
كُتبت في يوم الأربعاء
بتاريخ
١٤٣٨/٢/٢هـ
تحيتي
موسى احمد العلوني