|
أضْفَتْ عَلى الرُّوحِ بالآمالِ نَسْرينا |
كأنَّها من عُيونِ الصَّبرِ تَروينا |
واستَجْمعَتْ من قِواها كلَّ فاتنةٍ |
تُقري الرَّبيعَ ، تُسَاقي بالمحبّينا |
قالتْ وَقد سَافرَ الوجدانُ مُنتقلاً |
بين العُهودِ ، أمِنْ خلٍّ يُواسينا |
هَلْ للوَفاءِ حضورٌ في مذاهبِكم |
أم غالهُ الدَّهرُ في أغلالِهِ حينا |
هَلْ في المُقامِ هُدىً ، أم إنَّها سِنةٌ |
في عِليةِ القوم ندّتْ عن أمالينا |
هَلْ للغوالي بَقايا عندَ من رشَفُوا |
ماءَ الخلودِ ، أم الإيهام يُردينا |
يا بنتَ أندَلسٍ ضَاقَ الفؤادُ بنا |
ما عَاد يفقهُ للماضي تلاحينا |
لا الزَّهرُ مزدهرٌ ، لا الهمُّ مُندثرٌ |
مُذ أدبرتْ غدُرٌ عن قلبِ وادينا |
يَحكي البَقا كغثاءِ السَّيلِ أولُنا |
والآن آخرُنا أبكى الملايينا |
فلا البَواحُ غَداةَ البينِ سَاعَفَنا |
ولا النَّواحُ تخلَّى عن بواكينا |
وَلا الحَنانُ إلى الأقداسِ مُلتفتٌ |
إذا زَمانُ العَنا أبكى فلسْطينا |
ولا حفيفُ المها واسى الفَتى فإذا |
" طَوْقُ الحَمامةِ " في همسٍ يُناجينا |
ناشدتُكِ اللهَ قولي للمَدى سَحَرًا |
أنّا اغتربْنا فلمْ تصدُقْ شواطينا |
أنّا هجَرْنا قِبابَ المجْدِ وارفةً |
وَغادرَ الشِّعرُ مِن خَوفي الموازينا |
وَعطَّلَ الوَجَعُ الهَتانُ أفئدةً |
إذا الموشَّحُ يُقري الوَردَ مَحزونا |
" وَلاّدةَ " الذَّوقِ غابَ الغيثُ عن فِكَرٍ |
فهل أتيتِ لتسْتَهدي حَواشينا |
ومُزّقتْ شرُفاتُ الوَصْلِ وانتحَرتْ |
أمُّ الحضَارةِ ، وانجابتْ أقاحينا |
عَسَى البشاشةُ باسمِ الفجرِ ضاحكةٌ |
والأريحيَّةُ نَسْقيها وَتسْقينا |
حِيالها الرَبَواتُ الخضرُ ناظرةٌ |
بالحُسْنِ آونةً روحَ الهَوى فينا |
تُهدي الطَّريفَ تليدًا غيرَ مُنقَطعٍ |
فالجُرحُ مندملٌ ، والنورُ يغشينا |
وَالعَبقريَّةُ فَخرٌ مِن روائعِها |
بلاغةُ الفَهمِ بالعِرفانِ تُحيينا |
يا بنتَ أندَلُسٍ رَقَّ القريضُ ولم |
تفتأ به سبُلُ الإلهامِ تُدنينا |
طالتْ ثقافتُهُ السَّبعَ الطباقَ ومَا |
مالتْ خَمائلُهُ لم يَهجرِ الدينا |
جَلائلُ الودِّ فيه العمرَ ناطقةٌ |
قلبًا وشوقًا وإشراقًا وتمكينا |
واليومَ أزلفتهُ ذكرىً لمن فَقِهوا |
مَعنى الثناءِ فلم ينسَوا مضامينا |
كالآخرينَ لها رُشدٌ ، ومعرفةٌ |
تُوحي التَّمامَ ، وكم أحيتْ ميادينا |
أديبةٌ يغمرُ الإحسانُ مَنطقَها |
يَعنو لها النَّبعُ مزهوًا يُماهينا |
فالودُّ منها صَفا عن كلِّ شائبةٍ |
من آلِ " صافي " تغنَّتْ عن تصَافينا |
حَظُّ الجَزائرِ أنْ تحكي زواهرُها |
عن ذاتِ منزلةٍ تُشجي الحَساسينا |
جَنانُها لحِمى الثوَّار منتَسبٌ |
لِذا استقلَّتْ بآدابِ الوفيّينا |
طوبى لحَرفِ عِراقيٍّ يقولُ لها |
هذي المشاعرُ يا ليلى ، تهانينا |
والعذرُ إن قصُرتْ آفاقُ أخيُلتي |
أو باعَدتْ عن سَنا المعنى أغانينا |