|
أُحِــــبُّــكِ كُــنْــتُ بِــغَــيْرِ ارْتِــيَــابِ |
فَــبَــاتَ يَـــدُقُّ عَــلَــى كُـــلِّ بَــابِ |
أُحِــبُّــكِ طِــفْــلًا يَـــرَى فِــيكِ أُمًّــا |
فَــشَــاخَ بِــهِ الْــقَلْبُ قَــبْلَ الــشَّبَابِ |
أَتَــيْــتُــكِ أَبْـــذُلُ لِــلْــقُرْبِ نَــبْــضِـي |
وَأَحْــمِــلُ إِثْــمَ الْأَسَــى فِــي الْإِيَــابِ |
أَصُـــبُّ لَـــكِ الْــعُمْرَ إِبْــرِيقَ شَــهْدٍ |
وَأَنْــــتِ تَــصُــبِّينَ إِبْــرِيــقَ صَـــابِ |
فُــتَاتُ الْأَمَــانِي عَــلَى صَــحْنِ رُوحِي |
يَــحُــطُّ الْــمَــعَانِي الَّــتِــي فِـــي كِــتَابِي |
وَحِــــبْــرُ الــسِّــنِــينَ الَّــتِــي سَــلَــبَتْنِي |
يَــــخُــطُّ الْــحَــنِــينَ بِــسِــفْرِ اغْــتِــرَابِي |
وَخَــمْــرُ اِحْــتِــسَائِي لِــخِذْلاَنِ نَــهْرِي |
يُــعَــلِّــلُ رِيـــقَ الْــهَــوَى بِــالــسَّرَابِ |
لَــكَــمْ كُــنْــتُ فِــيــكِ أُلَــوِّنُ ظِــلِّي |
وَأَخْــشَى عَــلَى الْــقَلْبِ قَبْلَ اِنْسِكَابِي |
أُحَــــلِّــقُ حَــيْــثُ الأَنَـــا تَــدَّعِــينَي |
وَأُغْــمِــضُ عَــيْــنَ الــنُّــهَى بِــالــتَّغَابِي |
بَــــرَاءَةُ نَــــفْــسٍ رَأَتْــــكِ نَــعِــيــمًا |
وَلَــــمْ تَــــدْرِ أَنَّـــكِ أُمُّ الْــعَــذَابِ |
تَــمُــرِّينَ فِــي خَــاطِرِي بِــنْتَ شَــوْقٍ |
وَتَــمْــضِينَ بِــنْــتَ الــضَّنَى وَالْــعِتَابِ |
وَمَــا رَابَ طَيْشُكِ أَوْ طَابَ عَيْشُكِ |
إِلّا مَــهَــرْتُــكِ فَــــصْــلَ الْــخِــطَــابِ |
أَسِــيرُ عَــلَى حَــسَكِ الدَّرْبِ وَحْدِي |
أُرِي وَرْدَ حــلْــمِي لِــصَــبٍّ وَصَــابِي |
وَأخْــلــقُ مِــنْ عِــفَّةٍ فِــيكِ دَهْــرِي |
نَــبِــيلَ الــنَّــوَايَا جَــلِــيلَ الــرِّحَــابِ |
حَــكِــيــمًا حَــلِــيــمًا عَــلِــيمًا قَــوِيــمًا |
كَــرِيــمًا رَحِــيــمًا مُــهَــابَ الْــجَــنَابِ |
أَرَى الْأَرْضَ ظَمْأَى لِرَشْفٍ وَلَكِنْ |
أَرَاهَــــا تُــحَــبِّــذُ مُــــرَّ الــــشَّــرَابِ |
بِــهَــا الْــعُجْبُ أَفْــسَدَ أَخْــلَاقَ قَــوْمٍ |
فَــــلَــمْ يَــــبْــقَ إِلَّا شَــرِيــعَةُ غَـــابِ |
تُــخَــدِّرُ بَــالــوَهْمِ أَحْـــلاَمَ حَــيْــرَى |
وَتَــنْــهِــشُ فِــيــهُــمْ بِــظُــفْرٍ وَنَـــابِ |
فَــفِــرْعَوْنُ يَــعْــرشُ أَلْـــوَاحَ مُــوسَى |
وَقَــابِــيــلُ يَــنْــبُشُ لَــحْــدَ الْــغُــرَابِ |
وَنَــخْــلَةُ مَــرْيَــمَ مَـــا انْــفَكَّ تُــؤْذَى |
وَأُخُـــوَّةُ يُــوسُــفَ جُـــبٌّ وَجَــابِ |
وَيُــعْــلَــنُ عُــــهْــرٌ وَيُــلْــعَــنُ طُــهْــرٌ |
وَيَــحْــكُمُ فِـــي الْــحُرِّ عَــبْدُ الــتَّصَابِي |
تُــبَــاهِلُ عَــيْــنُ الــرِّضَــا عَــيْنَ سُــخْطٍ |
وَكُــلٌّ يَــرَى فِــي الْــوَرَى مَــنْ يُحَابِي |
إِذَا الْـــمَـــرْءُ بَـــــرَّرَ مَــــا يَــتَــمَــنَّى |
سَــيَــبْدُو لَــدَيــهِ الــسَّــنَا كَــالضَّبَابِ |
وَمَــاذَا احْــتِلاَبُ الْــعُلَا فِــي زَمَــانٍ |
بِـــهِ فَــاخَرَ الــضَّبْعُ ضَــرْعَ الْــكِلَابِ |
وَمَـــاذَا الْــعَــرِينُ إِذَا بَـــاتَ وَكْـــرًا |
لِــذِئْــبِ الــشِّــقَاقِ وَفَـــأْرِ الْــخَرَابِ |
وَمَـــا يُــعْذَلُ الــلَّيْثُ أَنْ كَــانَ لَــيْثًا |
وَلَا يَــأْكُلُ الــنَّحْلُ أَكْــلَ الــذُّبَابِ |
سَــأَمْــضِي مَــعَ الــرِّيحِ أَيَّــانَ تَــمْضِي |
وَأُمْــطِرُ جَــدْبَ الْــمَدَى خَــيْرَ مَا بِي |
أَسِـــحُّ بِــمَــا يَــرْتَــقِي مِـــن ضَــمِــيرِي |
وَإِنْ أَنْــكَــرَتْــنِي الـــرُّؤَى وَالــرَّوَابِــي |
وَأسْـــرجُ بِــالْــحَرْفِ قِــنْــدِيلَ فِــكْــرٍ |
وَأَنْــهَــجُ بِــالــصَّبْرِ دَرْبَ الــصَّــوَابِ |
سَــأَرْجُــوكِ مَــهْــمَا قَــسَوْتِ وَأَعْــفُو |
وَعَــيْنِي عَــلَى الْــخُلْدِ فَــوْقَ السَّحَابِ |
أَشُــــدُّ الــــرِّحَــالَ إِلَــيــكِ وَعَــنْــك |
وَأَرْجُـــو مِـــنَ اللهِ حُــسْنَ الــثَّوابِ |
وَأَحْــيَــاكِ لَــيْــسَ لِأَنَّـــكِ وَعْــدِي |
وَلَــــكِــنْ لِأَنَّــــكِ دَارُ اِحْــتِــسابِ |
فَـــلَا تَــجْــحَدِينِي قَــوَارِيــرَ شَــهْــدِي |
مَــتَى صِــرْتُ بَــعْدَكِ تَــحْتَ التُّرَابِ |