|
أبُنيَّ أُوصيكَ : حاذرْ وَانتبِهْ |
مِـمَّا يبثُّ الفَتى المُستغربُ |
مُسْتَشرقٌ .. إنِّـما مَلَكاتُهُ |
في كلِّ ضَرْبٍ عَـقيـمٍ تُـعرِبُ |
يَستَوحِشُ النايَ تَهوى " الجازَ " |
دَهشةُ حرفهِ مُذ دَعاهُ الأكذبُ |
حتى تشظَّى بـما بين الطِّلا |
وَطِلاءِ مَغرورةٍ تَـتَـذبذبُ |
يَعتدُّ بالوهمِ ، يفخَرُ بالصَّدى |
وَعتادُه - يا ابنَ جَنبيَ - خُلَّبُ |
وَلدي :وتدري كم الشَّرق ابتلى |
فانهضْ حَنانيكَ ، قلبي يشخبُ |
لا تنسَ ماضي الأُلى في إرثهم |
نثرتْ جَـمالَ المعاني يَعربُ |
ما قلَّدوا .. بل أقاموا في الذرى |
بيتَ القصيد ، فطابَ المشربُ |
فالذكـرُ دومًا رفيعٌ قصدُه |
وَالبَوحُ بالنفحاتِ مُـقَـشَّـبُ |
أبنيَّ: شتانَ بين مُشرّقٍ |
وُمغرّبٍ بالحداثةِ يَلعبُ! |
أبنـيَّ:كُن أريحيًّا شاعرًا |
مُتواضعًا بالحيا تتقلبُ |
مُسترشدًا بالسَّنا لا تدَّعي |
ما ليس فيكَ ليمضي المركبُ |
فهناك فكرٌ وذكرٌ واجبٌ |
وَهنا فديتكَ قلبٌ أوجبُ |
لا تلتفتْ لحديثِ حَضارةٍ |
شوهاءَ باسم الخنا تَـتَمذهبُ |
أنفاسُها في الغوايةِ أطربتْ |
وَضميرُها بالمغاني يُـرهِبُ |
منها تـفـرُّ المعاني إنما |
في لؤمها يشتهيها المذنبُ |
وَالنفسُ داهيةٌ مَن جاءها |
لا ريب يا ولدي يـتـحزّبُ |
إيهامها ما لهُ أمٌّ .. ولو |
شَقَّ النواةَ بلا وجلٍ أبُ |
أبنيَّ لا دجلٌ يُغني المِرا |
كلا ... ولا جدلٌ يُتكسَّبُ |
للفجر أبرأ من نَهبٍ وَمِن |
سَلبٍ به يستلذُّ مُـخرِّبُ |
وَلدي:وتعرفني ما صحَّ لي |
في الضاد إلا التليدُ الأعذبُ |
وطريفُ موهبةٍ تندى به |
صورُ الحنين التي لا تغربُ |
وَكبار قومٍ نمتهم رقةٌ |
وَإذا أهابَ الجَمالُ توثَبوا |
أبنيَّ فاكتبْ على أنساقهم |
ذَكِّـرْ متونَ الذين تعجَّبوا |
أنَّ اللُقى في اللقاءِ كثيرةٌ |
وَضياؤها للأديبِ مُحببُ |
فالحُسنُ والوصفُ معْ عِـبَـرِ النقا |
ورياضُ عاطفــــةٍ تَـتَـرقَـبُ |
ما بالُ أهلكَ قَـد هلكوا هنا |
يا ذا الغريبُ .. وكيف تَـغرَّبوا |
عن كل فاتنةٍ هم أدبروا |
مَقصودُهم في الطلولِ تَسيُّبُ |
أبنيَّ هذي أماني دَوحتي |
وَحِسانُ حرفنةٍ تَـتَـهـيَّبُ |
هيَ غَـيْـرةُ الأملِ الجادي لنا |
فاقرأ بقلبكَ ما لكَ يُنسَبُ |