رَحلْتَ أبا بكْرٍ وفي القلب ناريا
حبيبَ مساكينٍ جرحت الغواليا
رحلت أبا بكر وحيدا وصابرا
رحلت أبا بكر فحقَّ رثائيا
وعانقْتَ وِرْدًا في الدياجي مُرَتِّلا
تَهَجَّدْتَ في أهْلٍ صدوقا وصافيا
بُعَيْدَ صلاة الفجر نِمْتَ مُشَهِّدا
على وجْهِكَ الوضَّاءِ نُورٌ بدا ليا
لِمَنْ بعْدَكَ النجوى وهذا مآلنا
يناديك شِبْلٌ يسْتفيق مداديا
يئنُّ شريدا فوْجُكَ الدَّمع راحَةٌ
وسلوى فهاكم بعض شعري عزائيا
عزاءُ الحبيبِ العابرون دمْعتي
تُنادمكمْ صبْرًا وهذا وَدَاعِيا
فأنْتَ فتى الخيْر الذي عاش ناسكا
تعودُ الثكالى واليتامى مُوَاسيا
وأنْت صبيٌّ بيْنَنا عِشْتَ ناصحا
تَمُدَّ الدنا نشْئًا يروم المعاليا
زرعْتَ بِحُبٍّ صادقٍ في نفوسهمْ
عِنَاقَ كِتابَ الله صبْرًا وَ دَاعيا
وترْحَلُ في صمْتٍ وكِبْرٍ ورَهْبَةٍ
عليك أبا بكر تنوح البواكيا
مدينتنا تبكي جهارا فقيدنا
فتُسْقى مناديلٌ وتبكي البواديا
فقيدُ كِ يا جلفا الصغار وأهلُهمْ
يمرُّ بِبُطْءٍ لِلْجميعِ مُناجيا
عبرْتَ وكان الدرْبُ عُمْرا ورحْلة
ترجَّلْتَ لمَّا حقَّ موْتٌ مناديا
فإنَّكَ مَيْتٌ لا جدالَ ومُبْعَثٌ
ودنياك درس في الخلائق ساريا
ترَجَّلْتَ طِفْلاً عانق الكون حِكْمَةً
وما الموت إلاَّ هِجْرَةً مِنْ حياتيا
وما المَرْءُ إلاَّ ما سعى في أثارةٍ
ومهما يعِشْ فينا فلا َبُدَّ فانيا
يزولُ على الدُّنيا سلامٌ معتَّقٌ
ويرْحَلُ يبقى بعْدَه الذِّكْرُ شاديا
فيا جُرْحَ قومي إنَّما الموتُ واحِدُ
وحقٌّ وأجْرُ العابدين دوائيا
وداعًا أبا بكْرٍ فقدْ آنَ بُعْدُنا
لِنَهْجِكَ ما نَبْقَى يكونُ وفائيا
بكِينا وأسْلَمْناكَ رِمْسًا وظُلْمَةً
فيا رمْسُ كُنْ صدْرَا حنونا ورائيا
ويا ربُّ صبْرا للنوائب جُرْحُها
ولي عِنْدَكَ الزُّلْفى فخفِّفْ حسابيا
وألْهِمْ ذويه اليوْمَ بشرى من الرضا
فهذا دعاء الصَّحْبِ هذا رجائيا
صلاتي على طه رسولِكِ أمَّتي
فهذا الردى أفْتى وهذا سلاميا