من بين أصابع النّسيان...
هززت نخل قصيدتي في حلبٍ..
فتساقط البيت من وجعٍ..
من بين أصابع النّسيان..
انسلّ ظلّي يبحث عني بين الوجوه المتجعدة..
يكلّمني أين النّزوح ينتهي؟!!
وأرضي كلها محروقة!!
ونبراس أحلامي نازحٌ..حيث معابد النّار وأبو لهب..
وحيث الأمس قد تثاءب الغد..
وقد غفا على كتف الليل وهو متعب..
فبحثت عن الهدهد مستنجداً..
لعلّهُ يأتيني عن السفينة بالخبر متيقناً..
من خلف أسوار الخريف يترقّب..
حيث كهوف مدينتي الورقية..
وحيث الزهور تنتحب..
يأتيني وعن قوافل الذّئاب التي تسلّلت إلى المآذن
تقرع أجراس الرّياح..
وتوقد من صمتي ثرثرة الكفر عند أقدام الهيكل..
هل رحلت؟!
أم ما زالت تنهش الأصوات المبحوحة؟!!
يا للعار ..يا للعار..!!
كيف يتآمر أخوتي على ضعفي..
وأنا من البداية الضّحية؟؟
ألقوني في الجب وابتسموا...وقالوا:
نم ففي نومك نبتاع الهوية..
يا أيها العير..توقفوا..
فقد سرقوا منا القضية..
فقد سرقوا منا القضية..
وجعلوا من الجريمة كتباً موثّقة..
والكلّ في غيبوبة..في فلك الصّنمية..
من قال بأنّ هبل في المعابد..قد تحطم وانكسر فمات!!
فقد تناسل منه نساء ورجال وأحفاد..
يقدمون فيه الأحياء قرابين للولاة..
والحمائم قرابين للطغاة..
ويغرزون نصل سيوفهم..في صدر امرأة تنادي:
وامعتصماه...وامعتصماه
أهربوا.. نحو البحر..ليحطمنّكم فرعون وجنوده ومن والاه..!!!
فهل آن للشّمس في كبد السّماء أن تصبح جليّة؟؟!
وهل للغد أن يهطل مطره ..ليطفئ أكوام الجمر في حارتنا المنسيّة؟؟!
وهل ستزهر بساتين بلادي قادة للضّمير..
يمزّقون الضّلال والفِرَق والتبعيّة؟؟
آه.. آه
لك الله يا بلادي...
جهاد بدران
فلسطينية