كم شامتٍ بـاغٍ بوجهٍ كالـحِ
يأتيك مرتديًا ثيابَ الناصحِ
ويظلُّ يرقُبُ أن تصيبَك عثرةٌ
فيطـير أُنـسًا كالغـريمِ الرابـحِ
فتراه مثلَ الطفلِ يَبرُق وجهُه
فـرحًا ويطـربه نـيـاحُ النـائــحِ
ومن الغرور تراه يمدحُ نفسَه
(الله مـيـزني بـعـقلي الـراجـحِ
ولكم نصحتُ أخي أريدُ نجاتَه
لـكـنه لـم يسـتجـب لنصـائحي
ولـوَ انه ينصاع لي ويطيعني
ينجو بفضلي للسبيل الواضحِ
إنْ لم يكن كلبٌ ينابحُ عنكمو
فـأنـا أقـومُ لـكم بِـدَورِ النابحِ)
ويحبُّ نشرَ العيبِ في إخوانه
يمضي يحـدِّثُ كلَّ غـادٍ رائحِ
لا يقبلُ النصحَ الرشيدَ فيرعوي
فــالله مــيَّــزه بـجـهــلٍ طــافــحِ
إن الـشـماتـةَ بالـعـدوِّ مـعـيـبـةٌ
فعلام تشمتُ بالصديقِ الصالحِ
وشماتـةُ الأعـداءِ نفـثةُ حاقـدٍ
ومرورها مثلُ اللهيبِ اللافحِ
ومن الصديق كطعنةٍ مسمومةٍ
وأشدُّ من وقعِ المُصابِ الفادحِ
وخيانةُ الخلِّ القريبِ مريرةٌ
وأمـرُّ من بحرٍ أجـاجٍ مالـحِ