تدحرجت على الأرض, واستقرت وسط مساحات العشب الأخضر, فقدت تلك اليد التى حملتها لأوقات طويلة, وافتقدت سماع اللعنات والسباب ومفردات الحقد الممتزجة برغبات التدمير, رائحة العشب تحيطها وتنسيها رائحة البارود الخانقة التى طالما اشتمتها, لا تدرى أنها تحمل فى أحشائها نفس الرائحة الخانقة
.تأجج فى داخلها شىء ما, سعير يحرقها ويقتلها, تود لو فتحت باب الجحيم على أى أحد كى تهدأ نيرانها الحبيسة, لكن رائحة العشب لا تزال تحاصرها, ونسمة رقيقة تمر فوق رأسها فتهدىء من جحيمها
.استكانت, مر الوقت وتغلبت رائحة العشب على رائحة البارود, عبر فوقها طائر أبيض, لمحته وهى تستسلم للسكون, وتحاول أن تحافظ على ثبات مكوناتها, جنَّبت الحقد الكامن فيها بعيداً عن التعصب, وألقت برغبة التدمير إلى أقصى أركانها, كانت تود لو أن هناك منفذاً يسمح بدخول بعضاً من نسائم الحرية إلى أحشائها, لكنها استكانت
.اقتربت منها بعض الأقدام, صياح, نداءات, خوف فى نبرات الأصوات, امتدت إليها أيدى واثقة, عبثت بثناياها قليلاً, قتلتها, نعم, تشعر بذلك, لكنها سعيدة, ففى موتها كل الحياة.