تحية طيبة الأخت المبدعة المتألقة جهاد بدران
سررت بهذه القراءة القيمة التي اعتمدت على النظرة التجزيئية كإجراء أولي يعقبه إجراء إعادة تركيب العناصر من جديد .وهي طريقة فعالة تعتمد على استقصاء الدلالات البعيدة المخبأة تحت الحدث الذي يبرز كفعل وإجراء يؤدي بالقارئ/الناقد إلى تتبع الحالات التي تتشكل وتتطور من خلال الكشف عنها ،حالات تؤدي إلى وضعيات جديدة ،جلها مبنية على اقتناص معلومات خارجية كتعزيز وإضاءة النص، وتبيان المسكوت عنه من المعاني النائمة تحت اللغة ،مع الوقوف على مدى انسجام البنية واتساقها داخل حقل التركيب المنطقي ، والقول المقنع للقارئ ..
المبدعة جهاد بدران تؤسس لنفسها منهجا نقديا خاصا بها في التعامل كل الأجناس الأدبية / القصص القصيرة جدا/ الشعر /... وهذا ما لاحظته في ردودها الطويلة والمعمقة والتي تعتمد على الاستنباط والاستنتاج ،التفسير/ الشرح / التساؤل/ التأويل الممكن / التتبع لما يلفظه البطل وما يقوم به من فعل اتجاه موقف معين وحالة مستجدة أمامه .
كاتبة متميزة وناقدة متمرسة، لها زاد وفير في كيفية التعامل مع النصوص الإبداعية ،ولها طاقة معرفية تتجلى في مرتكزات أساسية /الثقافة / التجربة في كيفية تنويع المفاتيح للدخول إلى دهاليز النصوص بثقة معرفية وعلمية .فهي تستطيع أن تسكن بين منعرجات النص وفجواته عن طريق التدرج والتروي في إصدار الأحكام ..
صحيح أن كل إبداع لم يأت من فراغ ،وأعتقد أن الأديبة والمبدعة جهاد تنطلق من هذا المعطي الذي تدفع به إلى البحث عن جودة القول /ماذا يخفي النص؟/وماذا يريد النص أن يقول ؟وكيف يقول؟ دعامتها الأساسية هي التفتيش داخل وعاء اللغة وما تحمله من دلالات مخفية في النص.
مثل هذه القراءات الجادة والهادفة تحيي الإبداع ،وتجعله حيا خالدا بين أقلام القراء .
فماذا أقول ؟ لقد سررت كثيرا على هذه القراءة التي أعطتني دفعة قوية للاستمرار ،قراءة شجعتني على المضي قدما .. بارك الله في صحتك وحياتك وقلمك ..دمت مبدعة متألقة ، شكرا على اهتمامك النبيل ،اهتمام أعتز به .
مودتي وتقديري