أشقُّ قلبي وأبْني فيه فرْدَوْسي
.......................كوخاً صغيراً ومرْجاً فيهِما أُنْسي
وجعْفرٌ في المَدى تجري لآلئُهُ
....................للطيْرِ يضحكُ في إشراقةِ الشمسِ
ينْسابُ في دعَةٍ والزَّهْرُ يغمِزهُ
...................من حوْلهِ يبعثُ الإيمانَ في النَّفْس
والدوْحُ يرْقصُ والأنسامُ تلثمه
.....................لثْم الحبيبِ مَع الآهاتِ والهمْسِ
ونخلة في سماء اللهِ باسقةٌ
..............وسدرَةٌ في رحاب "الجديِ" و"القوْسِ"
صدحُ البلابلِ في الأسماعِ "نوتتُه"
......................هديلُ فاختةٍ في برجها تمسي
سرْبُ الفراش ولونُ الطيفِ ملبسُهُ
...............في العيدِ يلهو كما الأطفال أوْ عرْسِ
غَزالةٌ في حَياء الخدْرِ راتِعَةٌ
..................لا شيءَ يجفلُها فالذئبُ في طَمْسِ
والعيْنُ راحلةٌ في حُسْنِ وارِدةٍ
...............في الماءِ صورَتُها تخلو من الرِّجْسِ
حَيِيّةٌ والتقى يسعى بخطوَتِها
................تمشي بهَوْنٍ كمن تخطو على فَقْسِ
أنامُ في فَئِ أيّامي بلا عبَثٍ
..................أسامِرُ الليلَ.. أتلو آية الكرسي
وأنتِ في الكوخِ قنديلٌ يؤانِسُني
...............والبدرُ والنَّجمُ في الإمْحاق والدَّمْسِ
عندَ الضُّحى ترْتَدينَ النورُ باسمةً
..............في مُهْجَتي رشقةُ الرِّمشينِ من قوْسِ
ألقاكِ مرْتعشاً والسهمُ ينزفُني
..................والحبُّ يقطرُ مني طافحاً كأسي
ما بين صحْوٍ أنا والكوخُ يحضنني
..............وبينَ موْتٍ وهذا الحضْنُ في رمْسِ؟
بل غفوةٌ أينَعتْ كالزَّهْر في خلدي
.................ووَمْضةٌ برَقتْ في هجْعةِ الخَمْسِ
أوْ رحْلةٌ وجناحُ الرُّوحِ يحملني
............لـ"بيت لحمٍ" وَحِلُّ الرّوحِ في القدسِ
أنا هناكَ وهذا المرجُ أحملُهُ
...........لمسكنِ الروحِ رغمَ "الأسوَد العنسي"