تفاعلاً مع قصيدة "العصف المأكول" للشاعر الصديق محمد ذيب سليمان كانت هذه الأبيات
للعَصْفِ مأكولاً عُدْتُ أهمزُ أحرُفي
..........................لأصيبَ من دنِّ القصيدِ قليلا
أسعفْتَ حرفي والحروفُ جريحة
.........................يا ابنَ الكرامِ وقد أعدْتَ صهيلا
من بعدِ أنْ جفَّ اليَراعُ تمَلمُلاً
........................وَغَدوْتُ من فرْطِ العُزوفِ عَليلا
***
أرضُ البُطولةِ تقتَضي التَّبْجيلا
.........................تحمي الثُّغورَ وترْفضُ التَّخْذيلا
وَتمدُّ جذراً في الثّرى وعلى الثّرى
..............................تبني الكرامةَ بُكرَةً وأصيلا
في روحِ غزَّةَ لم يزلْ قرآننا
................................يعلو ألمْ تسمعْ له ترتيلا؟
في صرْخة الصاروخِ تقرأ آيةً
.........................ومن الرَّصاصةِ تسمَعُ التَّهليلا؟
لا مَوْتَ فيها فالشَّهيدُ مُخلَّدٌ
...........................يحيا الحياةََ ويشعِلُ القنديلا
سيَعودُ في جذْر "الشَّقائِقِ" شامِخاً
......................ويَمُرُّ في عبَق النَّسيمِ عَليلا
ما زالَ في الأكنافِ يرفعُ قبضةً
....................وَيَبُثُّ في رَوْع العَبيدِ ذُهولا
تجتاحُه "مُضَرُ" وَيُلهِبُ قلبَهُ
.................عبَثُ السَّرابِ وقد أرادَ مُثولا
قُزَحيّة العيْنيْن تخطفُ قلبَ
................وتراهُ إذْ لمَسَ الشِّغاف جَميلا
تغفو على زنْدَيْهِ وهيَ كريمةٌ
.....................يرْنو إليها حامِلا محمولا
والليلُ ترْمشُ كالنُّجومِ عيونُه
...................وترى السَّماءَ تَصُبُّ طلولا
هذي الأبابيلُ التي مِنْ زنْدهِ
.................ترْمي حَصاها وابلاً وَوَبيلا
منها المَواويلِ استمدّتْ روحَها
.............يعلو صداها في السَّماء صَليلا
وَمِنَ الحِجارَةِ إنْ أردْتَ رِسالةً
...................مكتوبَةً بِدَمٍ يَعيشُ طويلا
في حُمْرَةِ المُرْجانِ ينْزفُ لوْنهُ
...............لِيَظلَّ في أبَدِ الزَّمانِ رَسولا