دمشق خاصرة الدنيا – للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
مَن يسكن الشام كل الشام تسكنُه = قد يصعب الوصف لكن سوف يُمكنُه
من كل مئذنةٍ في الشام في دمه = أذانُ حبٍّ لها يبكي مؤذنُهُ
من كل رابيةٍ في الشام سوسنةً = بها حنينٌ ولكن كيف تعلنهُ
ترفُّ في قلبه حتى تقطعه = يبكي .. وتجهل ما في السر يُحزنُهُ
في كل بيت قديم في دمشق له = قلبٌ تنثُّ على الأبواب أعينُهُ
تسائل الحَجَر المنحوت أيُّ يدٍ = إتقان أيديك بعد الآن تتقنُهُ
كم زار قبر صلاح الدين فاشتبكت = ضلوعه حول سور القبر تحضنُهُ
فضاء فيها شعاع الله يملؤها = ضوءًا ، وصوتٌ من الباري يُطمئنُهُ
كم .. كم في أزقتها طافت خطاه وكم = على تخوت مقاهيهنّ أجفنُهُ
أغفت .. ولاح له مروان أو عمر = وألف عام بواكيها تؤبنُهُ
يا كل أودية الزيتون .. يا بردى = يا قاسيون الدراريه تؤنسنُهُ
تضيء فوق دمشق الشام تحرسها = وكلما ليلها أغفى تلوّنُهُ
لا تأذنوا لسوافي الريح تجرحه = لها من الجسم في الشرقين ألدنُهُ
لا تأذنوا لعويل الريح يقطع من = هذا الهديل الذي تبقى تدندنُهُ
دمشق خاصرة الدنيا فلو طُعنت = فقلب طاعنها الرحمنُ يطعنُهُ
وكفّ طاعنها الأقدار تقطعها = ونصل طاعنها التأريخ يلعنُهُ