على مَـوْجَـةِ التَّـطْـبيع
ليست على لسان المجاهد المرابط ولكنها
على لسان تائب من لوثة التطبيع
ماذا تضْمرونْ
قد أقمتم دولتكم مثلما كنتم تَدَّعونْ
قد أُقِـيمت على جُــثَـث المالكينْ
ودماءِ الـمَـنْهوبينْ
بُنِـيـَـت بعظام الـمَغْدورينْ
بمجازرَ تبقى محفورةً بضمير القرونْ
حُجّةً شاهدةً على الحاضرينْ
وشْـمَ خِـزْيٍ بجبين الصامِـتينْ
وصْـمَـةَ عارٍ بـجُمُوعِ المتَـواطئين
أظْلَمُ الظُّلْم وَقْـعًـا مُـحاباةُ الظالمينْ
وأشَـرُّ العادين مُـسَـايُــرُ المعْـتَـدينْ
*****
ثمّ ما زلتم تَـزْحَـفـونْ
قد عَـلَـوْتم لماذا تَـسْـتَـعْـجِلونْ
وغَـلَـبْـتُـم وافْـتَـتَن المُـعْـجَبونْ
وانْـطَـلَـقْـتُـم لا تأبـَـهـون
قد شَـحَـنْــتُـم بركان نارٍ
قد يُـشْعِل الأرض في أيّ حينْ
إنّ تَـمْحيص الصادقينْ
ســنَّةٌ ماضيةٌ عبر القرون
*****
إرحلوا مثلما جَـئْـتُـم
فلقد أطْـفَـأ النّـقْعُ نَـور العيونْ
إرحلوا .. علّكم من أنفسكم تُـنْـقَـذون
إرحلوا .. حتى يرجِعَ الطَّـيرُ إلى أكْـنَانِـهِ
ويزورَ النومُ الجفونْ
حتى تَـخْـضَـرَّ الـحُـزُون
حتى يُـثْـمِـرَ الزيتونُ
ويسْـتَـأْنِفَ القَـطْـرُ هُطُولَهُ
وتَـفَـيضَ العيونْ
كي يَـغْسِلَ ساحاتِ الأقصى
فَـيْـضُ دموعِ القانِـتينْ
حتى تشرق الشمس
ويرجع النّـبْضُ إلى قلب السنينْ
إرحلوا.. إنكم فوق فَوْهَـةِ بركان سامِدون
وعلى جُـرْفٍ تَـخْلُدونْ
والدماء لها صَحْوَةٌ تَـصْعَـقُ الغاصبينْ
*****
ولكم عِـشْـتُم بَـيْـنَـنا
قبل غَدْرَتكم فارهينْ
تمرحون كما تَـشْـتَـهونْ
أو تَـبْـنون بكلٍ آيةً تَـعْـبَـثـونْ
غير مَـغْـبُونين ولا مُكْرَهينْ
لا نُـنْـقُـصُكم أونـهينْ
وطَـعَـنْـتُـم من لا يخونْ
*****
قد تـَـعَلَّـقـْنـا معكم
بعهود كأحلام النائمينْ
قد عُـقَدت في وهْمِ سلامٍ لن يكونْ
شَـرَكٌ قد سَـقَطْـنا في قَـيْده مُـنْهَكينْ
قلنا علَّكم تّـنْـتَـهونْ
عَلَّنا نُـوقِف من نَـزِيف السنينْ
علنا نُـرْجِع النازحينْ
وظللتم في غَـيِّكم سَادرينْ
تنكرونْ
أن نحيا على أرضنا آمنين
وتماديتم تكملونْ
أيّ خارطةٍ للطّريق التي
تَـزْعُمونْ..؟
بل حِـيَل بسمومها تَـنْـفُـثُـونْ
خِدَعُ الغاصبينْ
توئدون الحق ببِـئْرِ الظنونْ
تَـنْثُـرون الملح بِصَـفْو الـمَعِـينْ
وتصبّـون الشَّكَّ على العلم اليقينْ
دَأْبُكم من قديمٍ في الأوّلينْ
*****
فإذا كنتم صادقينْ
ما تلك المستعمراتُ التي
كلأنْصَالِ بقلب قلوبنا رحتم تغرسونْ
ولماذا في دورنا تدخلونْ
بين حينٍ وحينْ ..؟
تَـنْـتَـهِكون الـحُرماتِ ولا تـعْــبَـئونْ
تفعلونْ ..كلَّ ما لا يَـقْـبل عرف ودينْ
والضمائر موتى فما
للحَـقِّ مُوَالٍ وما من مُـعينْ
ولـمَصَّاصي الدّمِ سُكْـرٌ كالـمُدمنينْ
كل شيءٍ مباحٌ في رَدْعِ الغاصبينْ
عين الحق لا تغفلُ عمّا تعملونْ
إن سيف الحق على عُـنِـقِ الظالمِ
حَـدُّه مَـسْـنونْ
*****
نَـزَقُ التطبيع مُـهينْ
من فرَّط في بَـعْـضِ العرضِ
فعَـرْضهُ كلّهُ سَـيَهـونْ
والوطن العِـرْض فمن لم يَـصُـنْه
فما عِـرْضُه بمصونْ
لا خيار لدى الحُـرِّ إن كان صَـوْنُ العرضِ اقتحام المنونْ
لن نبيع دماء الشهداء لن نستكينْ
إننا صامدونْ
حتى يرتفعَ الحق المبينْ
حتى تـَحْـتَـفِـلَ الأرضُ بأصحابـها
وتنام القدس على صدر فلسطينْ
حتى ترجع كل فلسطينَ
إلى حضن فلسطينْ