راعٍ يسوقُ قطيعًا نحو مرعاهُ
والبِشرُ يسطعُ من أعلى محياهُ
وبينما هو يمشي في غُنيمتهِ
مَشي الهُوينى تراعي الذئبَ عيناهُ
إذا خروفٌ تنحَّى عن جماعته
وراح يجري بعيدًا عن أحِبَّاهُ
قضى زمانًا يمنِّي نفسَه أملاً
بروضةٍ لم تطأها قبلُ رجلاهُ
فأقبل الذئبُ يعدو نحوه عجِلاً
فقد آتاه بشوقٍ ما تمنَّاهُ
وراغَ فاستعجلَ الراعي ليرْجعَه
عن مسلكٍ لا يعي المسكينُ عُقباهُ
وراح يزجرُهُ يبغي سلامتَهُ
حتى يعودَ لمرعاهُ ومغناهُ
والذئبُ منطلقٌ يعدو ليأكلَه
حتى بدا من سُعارِ الجوعِ ناباهُ
من بأسِه أجهدَ الراعي فتابَعه
مهرولاً وعصاهُ طوعُ يمناهُ
وراح يعدو وذا يعدو فأسقطَه
رماهُ من حيثُ لايدري فأرداهُ
عاد الخروفُ معافًى نحو إخوتهِ
مُروَّعًا واجفًا من هولِ مرآهُ
فتاب عن غيِّه يبكي خطيئتَه
ما كان أبعدهُ عنها وأغناهُ
وصار يعرف للراعي مكانتَه
يطيعهُ حين يأمرهُ وينهاهُ
وأنه لم يُرِدْ يومًا مضَرتَهُ
بل إن قسوتَه كانت لجدواهُ