من دفتري العتيق
سقفٌ ومزرابْ
والعواصفُ كالذئابْ
وصَريرُ نافذةِ وبابْ
دلْفٌ هنا.. دلْفٌ هناكْ
ذَرَفَ الصفيح قصيدةً
أبياتهُا لحنْ رتيبْ
كتب الزمانُ أنينَهُ
والريحُ والليلُ الكئيبْ
وهناكَ مصباحٌ يذُبُّ فراشتينْ
وهناكَ آنيَةٌ تئنُّ بآهتيّن
***
عيناكِ بينَ الخوْفِ من غدر الجدارِ وضحكتينْ
الرعدُ قهقه عالياً
والبرْقُ أوْمضَ..... غمزتينْ
عيناكِ ماخرَتان في عمْق المكانْ
تتعانقانِ وتنفِرانْ
شكَتا عٍواء الريحِ بينَ مَرارتينْ
تتكوَّرينَ كدمعةٍ تهمي لظىً
وعلى الفراش غزالتان:
قمَرٌ يَهلُّ بآهتينْ
زرَعَ الطوى في وَجْنتيها وِِرْسَهُ
حرَثَ الضلوعَ بمخلبيْنْ
وكَوى الفؤادَ بمحنتينْ
وحمامةٌ مهَضَ الهديلُ جناحَها
فتنهدت:
الجوعُ يا أمّاهُ كانَ هديلَها
أمّاهُ في جَسَدي دبيبْ
يسري كتيّارٍ غريبْ
يجتاحُني كالنمل
يزحفُ في الأذينْ
ويدُبُّ دبّاً في البُطيْنْ
- أمّاهُ أينَ أبي؟
وأخفتْ وجْهَها
وَتلعْثَمَتّ في شهّقَتينْ
فانشقَّ قلبُ الأمِّ عن زيْتٍ وزعترْ