|
.. |
.. |
مَدَّ (الطّويلُ) على الممالك ظِلَّهُ |
وعَلا بِذِكْرٍ في البحورِ مُطَنِّبِ |
وشَآهُ في دار الملوكِ شقيقُهُ |
بحرُ (البسيطِ) بِمُزْنِهِ المُتَصّوِّبِ |
مَلِكانِ حازا رأسَ كلِّ فَضيلةٍ |
وتَسَنّما في الشِّعْرِ أرفَعَ مَنصِبِ |
.. |
.. |
وأنافَ من خَلَلِ الأصالةِ (كامِلٌ) |
وَزَها بشِعْرٍ كالغَمائمِ صَيِّبِ |
آخاهُ في دارِ السِّيادةِ (وافِرٌ) |
جَمُّ العَطاءِ بكلِّ لَحْنٍ مُطرِبِ |
مَلَكا نِصابَ الحُسْنِ واخْتالا بِهِ |
شِعْراً كَمنضودِ العَقيقِ مُثَقَّبِ |
.. |
.. |
وسَرَى (الخفيفُ) على اللَّها مُتَهادِياً |
جَرْيَ النُّعاسِ على عُيونِ المُتْعَبِ |
وأدَلَّ (مُنْسَرِحُ) البحورِ بلَحْنِهِ: |
كلُّ البُحورِ الغُرِّ لم يَلْحَقْنَ بِي |
.. |
.. |
ولَكَمْ تَغَنَّى في المَحافِلِ مُنشِدٌ |
(هَزَجاً) تَغَزَّلَ بالرَّبابِ وزَيْنَبِ |
وتَراقَصَتْ (رمَلاً) حُروفُ قَصائدٍ |
ومُوَشّحاتٍ كالبُروقِ الخُلَّبِ |
وشَدا الحُداةُ بكلِّ قَولٍ مُغْرِبٍ |
(رجَزاً) أتَى بالمُستَلَذِّ المُعْجِبِ |
.. |
.. |
ومَشَى على حَلَباتِهِ (مُتَقارِبٌ) |
مُتَخايِلاً مثلَ العِتاقِ الشُّزَّبِ |
وتَلاهُ في جَرَيانِه (مُتَدارَكٌ) |
مُتعَثِّراً يبغِي لَحاقَ المَرْكَبِ |
فَشَآهُ في (سِفْرِ البُحورِ) (دَعِيُّهُ) |
(خَبَبٌ) أتَى في النّظْمِ أيْسَرَ مَطْلَبِ |
.. |
.. |
وامتازَ عَن دَعْوَى البسيطِ (مُخَلَّعٌ) |
وأدَلَّ مُفتَخِراً بِلَحْنٍ طَيِّبِ |
وأطَلَّ من خَلْفِ السَّوابِقِ (لاحِقٌ) |
يَعدو كَراكِبِ مَتْن صَهوةِ سَلْهَبِ |
.. |
.. |
وجَرَى (السّريعُ) مُحاذِياً أقرانَهُ |
كالعادِياتِ تَمرُّ مَرَّ الكَوكَبِ |
أسَرَتْهُ (دائرَةُ الخليل) بشُبْهةٍ |
ومكانُهُ أفُقُ الفَضاءِ الأرحَبِ |
ورَمَتْ على (المُجتَثِّ) عِبْئاً مُثْقلاً |
وأَرومَتاهُ منَ (البسيطِ) الأعْذَبِ |
قد أورثَتْهُ على المَكارِهِ عَنْوةً |
وتداً (تفَرَّقَ) مَشْرِقاهُ لِمَغْرِبِ |
.. |
.. |
قالوا: (المديدُ)، فقلتُ: صَعْبُ المُرتَقَى |
نَمَطٌ مُخيفٌ -قِيلَ- وَعْرُ المَركَبِ |
ألقوهُ في دارِ المُلوكِ مُقَيَّداً |
بِحِبالهم، وهُوَ النجيبُ الأرحَبي |
.. |
.. |
يا حُسْنَ (مُقتَضَبٍ) تراقَصَ لَحنُهُ |
حازَ الجَمالَ، فَفُزْ بِشِعْرٍ مُذْهَبِ |
وامْتَحْ من (الدُّوبيتِ) خمرةَ وقْعِهِ |
وأخِيهِ (سِلْسِلةِ) الغِناءِ المُطْرِبِ |
واختمْ أفانينَ البحور جميعها |
بِـ(مُضارِعٍ) كَزِّ الخُصوبةِ مُجْدِبِ |
.. |
.. |
(أحَدٌ وعشرونَ) اقتَضَى تِبيانُها |
لم تَجتمعْ لِسوى اللسانِ اليَعْرُبي |
فاعْضضْ على (ثَمَرِ العَروض) نواجِذاً |
إن كنتَ من أهلِ الفَصيحِ المُعْرِبِ |
واسْتَسْقِ من لُغَةِ القُرانِ مَذاهِباً |
تسمو بِها، إن كنتَ تَعْشَقُ مَذْهَبي |