وجه القمر المضيء ، يُسعد السائرين ليلاً ويُريح الناظرين إليه !
حينما يتعمّق فيه المتأمّل ، يرى عمق جماله الجوهريّ ، يرى كم هو يحمل في وجهه نور الخير للغير ، رغم مايملأ قلبه من شقوق الجراح وكأنّما حمل أنين الثكالى واليتامى داخله ، وكأنما أرهقه الحنين ، وحفر فيه نتوءات تعب السنين .
هذا هو جمال القمر الحالم !
فلن يُبصر جماله الحقيقيّ إلاّ نقيّ القلب ، حميد الخلُق ، نافذ البصيرة ، نيّر السريرة ، أمّا من كان قلبه مختلاًّ قد لوّنه الحسد بالسواد فسيراه بعين عوراء ، إذْ بعد نبشه وعبثه المتطفّل لن يخرج إلاَّ بتسمية تلك الشقوق (بالتشوهات والعيوب ) ، ممَّا يدلُّ على عيبٍ في داخل هذا الناظر وعدم اكتمال طهارة قلبه وخلوّه من الغلّ على إخوته المؤمنين .
( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم )
براءة الجودي