|
لِإِيـــلَافِ ذِكْــرَى أَوْجَــفَت روعَ مُــبْسَلِ |
بِــإسْــرَافِ وَجْـــدٍ صَــامِتِ الــجَأْرِ مُــثْكَلِ |
وَأُمْــنِــيَّــةٍ عَــذْرَاءَ فِــــي صَـــدْرِ خَــيْــبَـةٍ |
تَــرَى الــقُــرْبَ قَــبْــرًا مُــشْــرَئِبَّ الــتَّدَلُّــلِ |
سَــقَــتْهَا أَبَــارِيــقُ الــهَــوَى صَـــابَ غُــرْبَةٍ |
وَسَــاقَــتْــهُمَا بَــيْــنَ الـــرُّؤَى وَالــتَــخَــيُّــلِ |
يَــجُــسَّانِ جَــيْــبَ الــغَــيْبِ وَالــلُبُّ ذَاهِــلٌ |
أَمِـــنْ ثَــمَــلٍ يَـمْـتَــاحُ أَمْ مِــــنْ تَــمَــثُّــلِ |
كَـــأَنَّ حِـــوَارَ الـــوَأْمِ حَـــارَاتُ نِــقْــمَــةٍ |
وَكَــبَّــلَ سُـــوقَ الـــرَّأْمِ حَــظْــرُ الــتَّــجَــوُّلِ |
مَــحَــضْتُ لَـهَــا صَــغْــوَ الــضَّــمِيرِ فَــأَقْبَلَـتْ |
بِــحَــوَّاءِ كَــيْــدٍ يَــبْــتَلِــي نَـــزْعَ مَـــنْ بَــلِــي |
يُــوَتِّــرُهَــا بِــالــصَّــمْتِ صَــــوْنُ تَــعَــتُّــبِــي |
وَيُــغْــضِــبُهَا بِــالــخَــبْتِ هَــــوْنُ تَــرَسُّــلِــي |
وَمِــنْ كُــلِّ رِفْـــقٍ حَـــلَّ تَــسْتَــلُّ قَــسْــوَةً |
وَتَـشْـكُــو ابْــتِــهَالِي فِـــي الــهَــوَى وَتَــبَـتُّلِــي |
ثَــوَى طَــيْفُهَا مَــا بَــيْنَ جَــفْنِي وَخَــاطِرِي |
أَرَاهَـــا، وَلَــكِــنْ لَا يَــرَى الــعُشَّ بــلْبلِـــي |
أُفَــتِّــقُ زَهْـــرَ الــقَــوْلِ مِــنْ مُــحْكَمِ الــنَّدَى |
فَــتَــقْــطِفُ مَــعْــنَــىً مُــمْــتَــرَى بِــالــتَّــأَوُّلِ |
تَـــقُــولُ وَقَـــدْ جَـــارَتْ عَــلــيَّ أَهَــنْــتَنِــي |
وَأَلــقَــمْــتَنِي بِــالــكِــبْرِ صَــحْــنَ الــتَّــطَفُّــلِ |
فَــقُــلْتُ فَـــدَاكِ الــقَدْرُ يَــا بِــنْتَ مُــهْجَتِي |
أَمَــــا وَالَّــــذِي سَــــوَّاكِ لَــــمْ أَتَــبَــجَّــلِ |
أَطَــعْــتُ الــمَعَانِي بِــالَّذي شِــئْتِ أَحْــتَرِي |
وَلَـــوْ نَــزْرَ قَــطْــرٍ مِـــنْ رِضَـــاكِ الــمُؤَمَّــلِ |
وَلَــوْ أَزْعَـــجَــتْ كَــفِّــي هَـــوَاكِ بِــلَــمْسَةٍ |
لَــفَــرَّقَ فَــضْــلِــي بَــيْــنَ كَــفِّــي وأَنْــمُــلِــي |
وَلَــكِــنَّ بَــلــوَى الــنَّــفْسِ تَــسْــوِيلُ ظَــنِّهَا |
وَتَــزْيِــيــنُ مَــــا تَـــأْتِــي بِــنَــفْجِ الــتَّــزَيُّـــلِ |
لَــقَــدْ كُــنْــتُ أَرْجُــو مِــنْ سَــنَابِلِ رَأْمِــهَا |
فَـمَــا لِــي كَــأَنِّــي حَـطَّمَ الــيَأْسُ مِــنْجَلِــي |
تَــنَــامُ عَــلَــى سَــجْــوِ الــهُــنَــيْهَــةِ نَــأْمَــتِــي |
وَيَــصْــحُـوَ عَــلَــى سَــطْـوِ الــحَــنِينِ تَــعَــلُّــلِي |
وَمَـــا زِلْــتُ أَجْــفُو الــرُّوحَ حَــتَّى نَــكِرْتُنِــي |
وَحَــتَّــى كَـــأَنَّ الــصَدْرَ فِــي قَــعْرِ مِــرْجَلِ |
فَـــلَا تِــعْــزِفِي لِــلــنَّايِ يَـــا نَــفْــسُ بُــحَّتِــي |
وَلَا تُــنْــشِــدِي بَــوْحِــي الـشَّـجِيَّ لِــعَــنْــدَلِ |
وَمِـنْ خَــمْرِ شِـعْرِي طَــفِّفِي أَكْؤُسَ الطِّلَــى |
مُــشَــعْشِعَةً تَــنْــسَابُ فِـــي رِيـــقِ مُــثــمَلِ |
بَــذَلْــتُ إِبَــائِي أَسْــأَلُ الــوَصْلَ مَــنْ جَــفَا |
كَــأَنِّــي وَثِـــيــلٌ عِــــنْــدَ بَـــابِ مُــؤَثَّـــلِ |
أُبَــالِــغُ بِــاَلشُكْرانِ فِــي الــقُرْبِ وَالــنَّـوَى |
وَلَـيْـسَ سِــوَى الــنُّكْرَانِ فِــي كُــلِّ مَــوْئِــلِ |
وَهَــا طُــفْتُ مَــنْفَى الــحُلْمِ يَــجْتَرُّنِي السُّدَى |
بِـــوَجْـــهٍ خَــرِيــفِــيٍّ وَطَـــرْفٍ مُــبَــلَّـــلِ |
فَــيَــا رَبَّ هَـــذَا الــقَــلْبِ مَـــاذَا تَــعَــلُّقِي |
بِــأَذْيَــالِ مَـــنْ يَــسْــلُو وَمَـــاذَا تَــعَــقُّلِـــي |
وَيَــا سَــرْمَدِيَّ الــشَّوْقِ مَــا الــذَّوْقُ فِي فَمٍ |
إِذَا الــحُــزْنُ سَـــاوَى بَــيْنَ شَــهِدٍ وَحَــنْظَلِ |
فَـــلَا تُــلْــقِمَانِي، صَــاحِــبَيَّ، فَـــمَ الــرَّحَى |
وَلَا حَـطْــمَ أَضْـــرَاسِ الــزَّمَانِ الــهَمَرْجَـلِ |
وَلَا تَــسْـقِيَانِي الــوَعْــدَ مِــنْ ضَــرْعِ صَــبْــوَةٍ |
وَلَا تُــشْــقِــيَانِـي بَــيْــنَ مَــــاضٍ وَمُــقْــبِـــلِ |
كَــفَرْتُ بِــخَوْضِ العِشْقِ فِي حِضْنِ فَاطِمٍ |
وَتُــقْتُ لِـحَوْضِ الــرِّفْقِ فِــي حِــضْنِهَا العَلِي |
فَـــإِنَّ حَــنَــانَ الأُمِّ فِـــي كَــوْثَــرِ الــمُــنَى |
أَرَقُّ وَأَنْــقَــى مِـــنْ حَــبِــيــبٍ مُــــدَلّـــلِ |
وَمَـــا الــــيُــتْــمُ إِلَّا فَـــقْـــدُ أُمٍّ وَأُمَّـــــةٍ |
وَغَـــــدْرُ حَــبِــيــبٍ وَامْــتِــهــانُ مُــبَــجَّــلِ |
خُـــذَانِــي إِلَــيْــهَــا فِـــي رَحِــيــلٍ مُــعَــجَّلٍ |
وَلَا تُــبْــقِــيَانِي رَهْــــنَ مَــــوْتٍ مُــؤَجَّــلِ |
خُــذَانِــي إِلَــيْــهَا إِنَّ فِـــي الـــرُّوحِ وَحْــشَةً |
تُــذِيــبُ فُـــؤَادِي كُــلَّــمَا الــتَّوْقُ عَــنَّ لِــي |
خُــذَانِي فَــظَهْرُ الأَرْضِ قَـدْ صَــارَ غُــرْبَــةً |
وَفِــي لَـحْـدِهَــا الــمَــعْمُورِ بِــالــبِرِّ مَــنْـزِلِــي |
يُــمَــزِّقُ شَــجْــوُ الـحُــزْنِ قَــلْـبِـي بِــفَــقْدِهَـا |
وَيَــجْــثُمُ صِــنْــدِيدُ الأَسَـى فَـــوْقَ كَــلكَلــي |
وَيَــرْسُــمُ وَجْــهًــا فِـــي مَــرَايَــا تَــوَهُّــمِـي |
سَـنِــيًّــا بِــفِــرْدَوْسِ الــخَــيَــالِ الــمُــفَضَّــلِ |
تَــوَارَيـتِ يَــا أُمِّــي فَــمَا الــشَّمْسُ تَــسْتَحِي |
إِذَا أَشْــرَقَــتْ دِفْــئًــا وَلَا الــبَـــدْرُ يَــأْتَــلِــي |
وَمَــــــا لِــلَــيَــالِــي لَا تَـــنُـــوحُ تَــلَــهُّــفًــا |
عَـلَــى فَـجْــرِهَا الـمَجْبُولِ مِـنْ نُـورِكِ الـجَلِـي |
وَلَـــوْ أَنْــصَــفُوا لَاسْــتَــأْثَرُوكِ عَــلَى الــمَدَى |
بِـــعِــطْــرٍ سَـــمَـــاوِيٍّ وَذِكْـــــرٍ مُـــرَتَّـــلِ |
لِـمَـنْ يَــسْــتَرِيحُ الــنَّــحْلُ يَــا أُمِّ فِــي الــرُّبَــى |
وَكُــلُّ شَــذَىً مَـهْمَـا يَـفِ الــعَهْدُ يَــخْــذُلِ |
تَـشَــظَّيْتُ كَــالــبِّلَوْرِ بَــعْــدَكِ فِـــي الــقُـرَى |
فَـــمَــا لِــــيَ بَــعْــدَ اللهِ إِلَّاكِ مِـــنْ وَلِـــي |
وَمَـــا زِلْـــتُ يَـــا أُمَّـــاهُ كَــالطِّـفْــلِ كُــلَّمَــا |
ذُكِـرْتِ جَـرَى فِــي مُـقْلَةِ الــعَطْفِ فُــلفُلِــي |
تَــــبَــدَّلَ كُــــلُّ الــرَّهْــطِ يَـــا أُمِّ خِــلــفَةً |
وَلَـــكِــنْ فَـــتَــاكِ الـــحُــرُّ لَـــمْ يَــتَــبَــدَّلِ |
حَــصَدْتُ رَوَابِــي الــحُلْمِ لَــمْ يَبْقَ لِي سِوَى |
وُرَيْــقَــاتِ عُــمْــرٍ مِــنْ سَــرَابٍ وَسُــنْبُـــلِ |
أَسِــيــرُ كَــأَنِّــي أَفْـــرشُ الـــدَّرْبَ وَحْــدَةً |
وَأَسَـــرِي كَـــأَنِّــي دَرْسَ بِــئْــرٍ مُــعَــطَّـــلِ |
أُمَــارِسُ طَــقْسَ الــنَّزْفِ بِــالعَزْفِ شَاعِرًا |
وَأَرْوِي بَــسَــاتِــينَ الــنُّــهَى مَـــاءَ جَــدْوَلِــي |
وأُسْــرِجُ قِــنْــدِيلَ الــحِــجَا زَيْـــتَ حِــكْمَتِي |
وَأَمْـــلَأُ طِـــرْسَ الــعِلمِ مِــنْ فِــكْرِ فَــطْحَلِ |
رِكَــابِــي احْـتِـسَابِي فِــي اغْـتِرَابِي وَرِحْــلَتِـي |
عَـــلَــى هَــرَجِ الأَنْــفَــاسِ رَيَّـــا قَــرْنَــفُـــلِ |
مُـكِــبًّا عَــلَــى الآدَابِ أَسْـمَــو إِلَــى الــعُــلَا |
بِــمِــنْــهَاجِ ذِي عَـــدْلٍ وَمِــعْــرَاجِ مُــرْسَــلِ |
شَــرِيــفًــا عَـــلَــى الــعِــلَّاتِ لَا يَــسْــتَخِفُّنِي |
حَــسُـــودٌ وَلَا يَــــهْــتَــمُّ لَــيْــثِــي بِــتَــتْــفُلِ |
أُنَــافِــحُ مِـلْءَ الـــذَّوْدِ عَـــنْ كُــلِّ شِــيمَـةٍ |
وَأَصْــفَــحُ مِــلْءَ الــهَــوْدِ عَــنْ كُــلِّ أَعْــزَلِ |
فَــأُنْــكِــرُ مِــنْ قَـــوْمِــي تَــوَاكُــلَ غَــفْــلَـــةٍ |
وَيُــنْــكِــرُ مِـــنِّــي الــقَــوْمُ جُــهْــدَ الــتَّــوَكُّلِ |
إِذَا كُــنْــتَ ذَا عِـــلــمٍ وَحِـــلْــمٍ وَفِــطْــنَــةٍ |
فَــلَــسْتَ سِــوَى مُــسْــتَنْكَـرِ الــقَدْرِ مُــهْمَــلِ |
وَإِنْ شِــئْــتِ عِـــزًّا يَـــا صَــبــيَّةَ فَــارْقَصِــي |
وَإِنْ شِــئْتَ مَــجْدًا يَــا ابْــنَ لَــهْوِكَ فَــارْكُلِ |
فَـــكُــلُّ نَــفِــيسٍ أَرْخَـــصَ الــجَــهْلُ دُرَّهُ |
وَكُــلُّ خَــسِــيسِ زَيَّــنَ الــحَــالَ بِــالحُلِــي |
يَــقُــولُونَ مُــغْــتَرٌّ شَــقَــى الــوَهْــمُ كَــدْحَــهُ |
وَلَــيْــسَ لَــهُ فِــي الــصَــوْبِ غَــيْرُ اَلــتَبَلُّـــلِ |
وَمَـــا أَنَـــا إِلَّا تــكْسِفُ الــشَّمْسَ هَــالَتِـــي |
وَلَا ذَنْــبَ لِــي إِنْ لَــمْ يَــرَ الــبَدْرُ أَرْجُــلِــي |
وَإِنِّــــي عَــلَــى مَـــا يُــعْــجِزُ الــفَــذَّ قَـــادِرٌ |
بِـــأَبْــرَاجِ عَــقْــلٍ ضَـــمَّ أَلْـــفَ عَــقْــنَقَــلِ |
فَــيَــا لَـــيْــتَ قَـــوْمِــي يَــعْــلَمُونَ وَلَــيْــتَنــِي |
أَرَى عِــنْــدَ دَأَبٍ نَــاهِــضٍ مِـــنْ مُــعَــوَّلِ |
وَيَـــوْمَ جِــدَالٍ إِذْ عَــقَرْت عَــنِ الــهَـــوَى |
فُـــؤَادِي فَـــلَــمْ يَــجْــمَــحْ وَلَـــمْ يَــتَــجَمَّلِ |
يُـــرَاوِدُنِـــي عَـــــنْ دَمْــعَــتَــيهِ بِــبَــسْــمَةٍ |
تُــذِيـبُ نِـيَــاطَ الــصَــدِّ فِــي صُــمِّ جَــنْــدَلِ |
فَــقُــلتُ وَفِـــيٌّ أَنْــتَ مَـــا زِلْـــتَ بَــعْدَمَــا |
جَــفَــتْــكَ الَّــتِـــي هَــيَّــجْــتَهَا بِــالــتَــغَـــزُّلِ |
وَهَل عُدْتَ بَعْدَ الوَصْلِ فِي السُّخْطِ وَالرِّضَا |
بِــغَــيْــرِ عَــقَــابِــيــلِ الــهَــوَى الــمُـتَــمَلْـمِـلِ |
تَــطُوفُ بِــضَبْحِ الــشَّوْقِ فِــي سَأْمَةِ الدُّجَى |
كَــأَنَّــكَ جُــرْحُ الــوَقْتِ فِــي رَأْسِ بَــرْجَلِ |
بِــلَــيْلٍ رَهِــيفِ الــنَّوْحِ يَــنْسَــلُّ مِــنْ يَــدِي |
كَــمَنْفُوشِ عِــهْنٍ لَــمْ يَــذُقْ طَــعْمَ مِــغْــزَلِ |
حَـــوَارِيِّ إِطْـــرَاقٍ مَـــجَــازِيِّ مَــنْــطِــقٍ |
طُـــفُــولِــيِّ إِلْـــحَـــاحٍ ضَــبَــابِــيِّ هَــيْــكَــلِ |
إِذَا جَـــنَّ أَلــقَــانِي إِلَـــى جَـــوْفِ غُــصَّةٍ |
وَإِنْ حَــنَّ أَبْـقَــانِي عَــلَــى غُــصْنِ مُــمْحــلِ |
يُــسَــامِرُنِي كَــيْ يُــوقِــظَ الــوَطْــرَ بِــالأَسَى |
عَــلَــى فِــكْــرَةِ الـنَّـهْرِ الَّــذِي فِــيَّ يَــصْطَلِــي |
وَإِنِّــي وَهَــذَا الــلَّيْلُ كَــالصَّوْتِ وَالــصَّدَى |
وَكَــاَلــضَــوْءِ وَالــظِّــلِّ اشْـمَــخَــرَّا لِـمُـخْــتَلِ |
وَمَــــا الــلَّــيْــلُ إِلَّا تُــرْجُــمــانُ سَـــرَائِــرِي |
وَسُــبْــحَــةُ أَفْــكَــارِي وَحِـنْــطَــةُ مُــنْــخُلِــي |
وَمَــهْــمَــا تَــمَــطَّــى بِــاَلــهُــمُومِ فَــإِنَّ لِـــي |
فَــرَادِيــسَ صَـفْــوٍ مِــنْ خَــيَــالٍ مُــحَــجَّــلِ |
وَيَــوْمَ امْــتَطَيْتُ الــصَّمْتَ فِــي أَوْجِ دَهْشَةٍ |
بِـــأَنَّ الـــرَّزَايَــا كِـــدْنَ حَـــدَّ الــتَّــوَغُّــلِ |
أَدُوسُ عَــلَــى الــبـنْــزِينِ وَالــرِّيــحُ تَــقْــتَفِــي |
بِــأَنْــفَاسٍ مَــذْعُــورٍ مِــنَ الــمَوْتِ مُــذْهَــلِ |
كَــأَنِّــي أَشَـــقُّ الأَرْضَ مِـــنْ أُمِّ رَأْسِــهَــا |
لِأَدْفِـــنَ هَـــمِّــي فِـــي زَئِــيــرٍ مُــجَــلجــلِ |
أُحَـــدِّقُ فِـــي الآفَـــاقِ وَالــهَدْءُ صَــاخِبٌ |
بِـــزَفْــرَةِ حُـــرٍّ لَا يَـــرَى الــعَــدْلَ يَــعْــتَلِــي |
وَتَــرْمِــقُــنِي "خَــيْــلِــي" بِــعَــيْــنَيْ غَــضَــنْفَــرٍ |
أَلُــوفٍ شَــغُــوفٍ صَـــارِمِ الــوَجْهِ مُــجَفَــلِ |
إِذَا مَـــا جَــرَتْ أَغْــرَى الــجَــمَالَ قَــوَامُهَــا |
تَـمِـيـسَ بِـفَــرْشٍ فَــاخِـرِ الـنَّـسْجِ مُـخَــمِّلِـي |
وَإِنْ زَمْــجَــرَتْ ذَلَّـــتْ لَــهَا الأَرْضُ عُــنْوَةً |
تَـكَــادُ تَـحُــثُّ الــرَكْــبَ صَــوْبَ الــتَّرَجُّــلِ |
جَــلَسْتُ وَمَــا فِـي الــكَوْنِ فُــسْحَةُ ضَــائِقٍ |
عَــلَى سَــفْحِ طَــوْدٍ نَــاضِرِ الــعُشْبِ مُــرْفلِ |
وَفِـــي رَغْــدِ مَـهْــدِ الــوَهْــدِ تَــغْــفُو بُــحَيْـرَةٌ |
عَــلَــى شَــطِّــهَا اسْــتَــلقَى جَـــلَالُ الــتَّأَمُّلِ |
تُــطِلُّ عَــلَيْنَا الــشَّمْسُ مِــنْ خَــلْفِ غَــيْمَةٍ |
بِــخُــصْــلَــةِ ضَـــوْءٍ أُرْهِـــفَــتْ بِــالــتَّــأَفُّــلِ |
تَــمــيــلُ لَـــهَــا والـــكَــوْنُ سَـــاجٍ كَــأَنَّــهَا |
عَــنَــاقِــيدُ سِــحْــرٍ مِــنْ جُـمَــانٍ مُــفَــصَّـلِ |
وَيَــسْــبَــحُ سِـــرْبٌ مِـــنْ إِوَزٍّ مُــزَرْكَــشٍ |
ويَـــمْــرَحُ سِـــرْبٌ مِـــنْ ظِــبَــاءٍ وَأُيَّـــلِ |
فَــمَــاذَا أَلَــجَّ الــدَّمْــعَ فِــي عِــذْقِ مُــقْلَتــِي |
عَــلَــى حِــيــنِ سَـهْــوٍ مِـــنْ وَقَـــارٍ مُــكَــبّلِ |
كَــأَنَّ بُــرَاقَ الــحَدْسِ لَــمْ يَــدْرِ مَــا اعْتَرَى |
حَـيَــارَى عَـرَاجِــينِ الـــرُّؤَى مِــنْ تَــحَــوُّلِ |
مَــوَاقِــيــتُ أَمْـــنٍ فِـــي نَــوَاضِــرِ خَــاطِــرٍ |
يَــوَاقِــيــتُ يُـــمْــنٍ فِـــي أَكُـــفِّ مُــخَــوَّلِ |
وَمَـــا حَــزَبَ الأَحْــلامَ شَـــيْءٌ كَــحَزْبِهَـا |
وَلَا اشْــتَــدَّ عَــتْــمُ الــكَــرْبِ إِلَّا وَيَــنْــجَلــي |
كَـمَــا جِــئْتَ فَـحْوَى الــدَّهْرِ يَـأْتِيكَ نَــحْوهُ |
وَإِنَّ نَــصِــيــبًــا مِـــــنْ هَــــوَاكَ لَــمُــبْــتَلِ |
وَثِـــقْ بِــالَّــذِي يُــورِيكَ بِــالعَذْلِ مَــاحِضًا |
كَـمِــثْلِ الَّــذِي يَــرْوِيكَ مِــنْ صَــفْوِ مَــنْهَــلِ |
وَإِيَّــــاكَ وَالــحَــبْــرُ الـــذِّي عَـــدَّ فَــضْــلَـــهُ |
وَلَــيْــسَ لَـــهُ فِـــي الــفَضْلِ حَــبَّةُ خَــرْدَلِ |
بَـــلَايَــا الــبَــرَايَــا فِـــي فَــسَــادِ ضَـمَــائِــرٍ |
وَمِـــنْ نَـــزْعَـــةٍ لِــلــجَــوْرِ أَوْ لِــلــتَّــوَسُّـــلِ |
وَإِنَّ بِــلادًا لَا تَــــرَى الــعَــدْلَ مَــنْــهَجًـا |
تَـــظَـــلُّ بِـــــلادًا تُــبْــتَــلَــى بِــالــتَّــغَــوُّلِ |
وَإِنَّ شُــعُــوبًــا أَخْــبَــتَــتْ لِـــلــذِي بَـــغَــى |
حَـقِــيــقٌ بِـــأَنْ تَــشْــقَى بِـــذُلِّ الــتَّــبَـــذُّلِ |
أَتَــخْشَى مِــنَ الــكُوفِيدِ كَالطِّفْلِ فِي الدُّجَى |
وَلَــمْ تَــخْــشَ أَمْــرَ اللَّهِ فِــي كُــلِّ مَــحْفـلِ |
كَـــأَنَّ انْــتِــشَارَ الـــدَّاءِ لَـــمْ يَــكُ بَــلْسَمًا |
يُــرَقِّــي خَــلَاقِ الإِنْــسِ بَــعْــدَ الــتَّــسَفُّـــلِ |
سَــئِــمْتُ فُــراتَ الــعَيْشِ فِــي شَــطْءِ ذِلَّــةٍ |
وَإِنْ كُــنْـــتُ لَـــمْ أَخْــنَــعْ وَلَـــمْ أَتَــذَلَّــلِ |
وَلَــكِــنْ شَــجَــانِي الــعَجْزُ فِــي أُمَّــةٍ هَــفَتْ |
إِلَــى دَعَـــةِ الــنَّــجْوَى وَدَعْــوَى الــتَّنَصُّــلِ |
وَقَــدْ يَــدَعُ الأَسْــبَابَ مَــنْ لَــيْسَ يَــسْتَبــِي |
وَلَا يَــدَعُ الــمَــعْنَـى الَّــذِي لَــيْــسَ يَــنْطَلِــي |
إِلَامَ أُعَــزِّي الــنَّفْسَ فِــي كُــلِّ مَنْ قَضَــى |
وَأَحْــمِــلُ هَــمَّ الــقَــوْمِ مِـــنْ غَــيْرِ مِــعْــوَلِ |
وَفِــيــمَ أُلُـــوكُ الـلَّــوْمَ فِــي شَــرِّ مَــا جَــرَى |
وَأَجْــلِــدُ ظَـــهْــرَ الــعَــزْمِ رَغْـــمَ الــتَــبَــزُّلِ |
وَإِنِّـــي وَأَيْـــمُ الــلَّــهِ مَـــا الــيَأْسُ مَــذْهَبِي |
وَلَــكِــنَّ صَـرْفَ الــبُؤْسِ لِــليَأْسِ يَــجْتَلِـــي |
وَأَنِّـــي إِذَا مَــا اسْــتَيْأَسَ الــقَلْبُ بِــالأَذَى |
أَلُــــوذُ بِـــآيَـــاتِ الــكِــتَــابِ الــمُــنَـــزَّلِ |
أَلَا رُبَّ مَـــوْتٍ يَــرْفَعُ الــذِّكْرَ فِــي الــوَرَى |
مَــتَــى انْــتَــهَــجَ الــمَــرْءُ الــسَّــبِيلَ بِــأَمْــثَــلِ |
وَرُبَّ حَــيــاةٍ تُـــرْهِــقُ الـــوَثْــرَ بِــالــثَــرَى |
وَتُــخْــزِي الــثُّــرَيَّـا مِـــنْ عُــرَاةِ الــتَّسَرْبُــلِ |
فَــإِنْ كُـــنْــتُ يَـــوْمًــا لَا مَـحَــالَةَ مَــيِّــتًـا |
أَلَا فَــلْـيَكُنْ فِــي نُــصْــرَةِ الــحَــقِّ مَــقْــتَلِــي |