شهرُ الصيام تصرَّمتْ أيامُهُ
وتقوّضتْ أوتاده وخيامهُ
ومضى بأعمال العباد لربهم
فأظلَّهم برجائهم إكرامُه
يتْلون آياتِ الكتابِ بِلَيلهِ
حتى تبدَّد بالقيام ظلامُه
والعبدُ مهما زاد في إخلاصه
لا تنقضِي آماله ومرامهُ
هانتْ عليه في سبيل صيامه
شهواتُه وشرابُه وطعامهُ
ومضى يكابدُ ليلَه ونهارَه
وقد استنار حلاله وحرامهُ
ولقد شرُفتَ على الشهور جميعِها
فالعام مأموم وأنت إمامهُ
كالغيث أحيى الأرضَ بعدَ مَواتِها
ثم انجلى بعد الحياةِ غمامهُ
الخمسةُ الأركانِ في طيَّاتهِ
فالحجُّ فيه والزكاةُ تمامهُ
فالحمدُ لله الكريمِ لفضلهِ
وعلى النبي صلاته وسلامهُ
من كابد الليلَ الطويلَ مُرتلاً
آياتِه فتفطرتْ أقدامهُ
والفضلُ للرحمن ليس لغيره
لا فاؤه أو ضاده أو لامهُ
من يسَّر الذكرَ الحكيمَ بمنَّهِ
فجرى بأفواه العباد كلامهُ
كم فائزٍ بالعتقِ من نيرانهِ
أو رابحٍ قد كُفِّرت آثامهُ
أو خاسرٍ لم يبتدر أيامَه
بالصالحات فعيشه أوهامهُ
رمضانُ يدركه ولم يُغفر له
قد طال في هذي الحياة منامهُ