الشيطانة والشياطين
بقلمي
حيتني بتحية ،ابتسمت وعيونها تراودني و مشيتها مشية مالك الحزين يتبختر زهوا وبقيت سارحا في لملمات كلماتها ،شارذا في شبح صورتها بطربوش عجمي ونظارات بيضاوية أسدل عليها بويصلات شعر كستنائي يلاعبه الريح يمنة ويسارا سوداء... كان إلقاء سلامها إغراء بمتابعتها ...
ثم مضت ذون التفاتة ؛خيبت الآمال في توديعها؛ وكأنها تقول :
عفوا سيدي أنا في سن ابنتك أحترمتك ورفعت من معنويتك
فلا تجعلني أحرجك وإن فعلت فليس من شيمي أن أكون خبيثة ؛وأنا أنوثتي إن أعجبت بها ؛ تمنيت ألا أغضبك بمفاتنها ومعجبة سيدي برباطة جأشك ؛ لأنك لم تكن في تصرفاتك كالآخرين يتحرشون بي ؛ يلقون علي أتفه الكلمات ؛بعضهم يناديني بإسمي؛ وبعضهم يصفر تصفير استهزاء...
قلت لنفسي ؛ لو مررت أمام الجميع مستورة، غير مكشوفة السيقان ؛التي هي عمل من عمل الشيطان ؛ لكنت بين هذه الذئاب أشرف إنسان...
فمن اليوم لا تظهري إلا في فستان؛ فتوقفي عنك الأفواه والأعيان...
بقلم
بوشعيب محمد