فَوَاْجِعُ الدَّهْرِ تُدْنِيْنِيْ وَتُقْصِيْنِيْ
وَمَوْجُهَا فِيْ أُتُوْنِ البَحْرِ يُلْقِيْنِي
فَكَمْ رَمَتْنِيْ بِسَهْمٍ مِنْ نَوَاْئِبِهَاْ
وَمَاْ تَزَاْل بِذاْكَ السَّهْمِ تَرْمِيْنِي
مَحْمُوْدُ يَاْ حَبَّةَ الْقَلْبَ الَّتِيْ انْكَسَرَتْ
يَاْ قُرَّةَ الْعَيْنِ يَاْ عَرْفَ الرَّيَاْحِيْنِ
مَحْمُوْدُ يَاْ زِيْنَةَ الشُّبَّاْنِ يَاْ أَمَلِيْ
لَأَنْتَ خَيْرُ مُعِيْنٍ لِيْ عَلىْ دِينِي
مَحْمُوْدُ يَاْ نُوْرَ أَيَّاْمِيْ وَبَهْجَتَهَاْ
يَاْ طَلْعَةَ الْبَدْرِ يَاْ زَهْرَ الْأَفَاْنِيْنِ
يَاْ لَهْفَ نَفْسِيْ عَلَىْ مَحْمُوْدَ إِذْ عَجِلَتْ
عَلَيْهِ أَحْدَاْثُه فِيْ عُمْرِ عِشْرِيْنِ
مَضَىْ لِيَقْضِيْ عَلَىْ سَيَّاْرَةٍ غَرَضًا
وَكَاْنَ منْشَرِحًا يَمْشِيْ عَلَىْ هَوْنِ
فَدَاْهَمَتْهُ وَلَاْ يَدْرِيْ عَلَىْ عَجَلٍ
مَقْطُوْرَةٌ ضَخْمَةٌ فِيْ حَجْمِ تِنِّيْنِ
أَصَاْبَهُ الْحَاْدِثُ الْمَشْؤُوْمُ فَانْهشَمَتْ
عِظَاْمُهُ بِـحَدَيْد كَالسَّكَاْكِيْنِ
مَاْ زَاْلَ يَرْقُدُ فِيْ الْمَشْفَىْ وَقَدْ رَقَدَتْ
جِوَاْرَهُ أُمْنِيَاْتٌ كُنَّ يُحْيِيْنِي
فَإِنَّ أَوْرِدَةَ الْكَفِّ الَّتِيْ انْقَطَعَتْ
رَاْحَتْ تُقَطِّعُ فِيْ قَلْبِيْ وَتَكْوِيْنِي
وَكَمْ لَثَمْتُ لَهُ كَفًا فَيَلْثُمُنيْ
وَكُنْتُ أُعْطيْهِ حُبِّيْ وَهُوَ يُعْطِيْنِي
لَيْسَتْ شَرَاْيِيْنُ مَحْمُوْدَ الَّتِيْ بُترَتْ
إِنَّ الَّتِيْ بُتِرتْ مِنِّيْ شَرَاْيِيْنِي
لَيْسَتْ دُموْعِيْ الَّتِيْ حَاْولْتُ أَحْبِسُهَاْ
إلاْ عُصَاْرَةَ قَلْبٍ ظَلَّ يُدْمِيْنِي
إنيْ عَلىْ الْبُعْدِ فِيْ وَجْدٍ وَفِيْ وَلَهٍ
أَكَاْدُ أَسْمَعُهُ يَبْكِيْ يُنَاْدِيْنِي
تَعَاْلَ يَاْ أَبتِيْ جَلَّ الْمُصَاْبُ هُنَاْ
فَإِنَّ قُرْبَكَ بَعْدَ اللهِ يَشْفِيْنِي
طَفقْتُ أُمْسِكُ بِاْلْجَوَّاْلِ فِيْ لَهَفٍ
ثُمَّ اتَّصَلْتُ عَلَىْ الْإِخْوَانِ مِنْ حِيْنِي
مَنْ كَاْن مِنْهُ قَرِيْبًا فَلْيُطَمْئِنِّيْ
فَإِنَّ صَدْمَةَ هَذَا الكَرْبِ تُعْمِيْنِي
طَاْلَ الطَّرِيْقُ وَأَفكَاْريْ مُشَوَّشَةٌ
أُغاْلِبُ الَّدمْعَ وَالْأحْزَانُ تُفْنِيْنِي
وَهَذِهِ فُرْصَةُ الشَّيْطَاْنِ يَلْعَبُ بِيْ
إذَاْ لَجأْتُ إلَىْ حَدْسيْ وَتَـخْمِيْنِي
ظنَنْتُ أَنِّيَ فِيْ صَحْرَاءَ مُحْرِقَةٍ
لَولَا نَسيْمٌ مِنَ الْإيْمَاْنِ يُغْنِيْنِي
وَالْيَأسُ طَوَّقَنِيْ مِنْ كُلِّ نَاْحِيَةٍ
لَكِنَّ لِيْ أَمَلاً بِاللهِ يُنْجِيْنِي
فَكِدْتُ أَفْقِدُ أَعْصَاْبيْ عَلىْ قَلَقٍ
وَغُصَّةُ الْأَلَمِ الْمَكْبوْتِ تُعْيِيْنِي
لَمَّاْ وَصَلْتُ إلَىْ الْمَشْفَىْ هُرِعْتُ لَهُ
وَرُحْتُ أَعْدُوْ إِليْهِ كَالْمَجَاْنِيْنِ
يَاْ رَبِّ يَاْ مَلْجئِيْ يَاْ منْتَهَى أَمَلِيْ
مِنْكَ الشِّفَاءُ وَمِنْ هَمِّيْ تُدَاْوِيْنِي
يَاْ رَبِّ وَاشْفِ عِظَاْمًا أنْتَ بَاْرِئهَاْ
فَإِنَّ أَمْرَكَ بَيْنَ الْكَافِ وَالنُّوْنِ
مَاْ لِيْ سِوَاْكَ فَإِنَّ الْهَمَّ بَرَّحَ بِيْ
فَاْلطُفْ بِعَبْدٍ قَريْبٍ مِنْكَ مِسْكِيْنِ
فَاْلْطُفْ بِمَحْمُوْدَ لُطْفًا مِنْكَ يُبْرِئُهُ
كَمَاْ لَطَفْتَ بِيَعْقُوْبٍ وَذِيْ النُّوْنِ
رَضِيْتُ بِاللهِ رَبًا لَاْ شَرِيْكَ لَهُ
مَاْ شَاْءَ كَاْنَ فَحُكْمُ اللهِ يُرْضِيْنِي