سبحان الله !!
البعض يحسبُ حلالٌ عليه أن يتواصل مع خصومك وعذّالك ، فإن كتبت كلاما أو ردًّا على شخص يعرفه أو لايعرفه توهّم من كلامك أنّك نلتَ منه أو شكوت فعله لأحد فأخذ يزمجر ويتوعد ويهدّد فما بالك لو فعلت مثل فعلته حقيقة !!!
من يتصرّف بسوء وظلم ويطعن في أعراض الناس من خلفهم يظنُّ البقيّة سيفعلون مثل فعلته ، وهذا من ظنّ السوء الذي يتهمون به غيرهم ثم يقعون فيه .
ومن الأفضل أن يكتفي المؤمن بنفسه وينشغل فيما هو صالح له في دينه ودنياه ، خصوصا من كان قامة في العلم والفهم والفقه من الأفضل أن يترك فضول الكلام والنظر والتلفّت الكثير حتى لايعود الشيطان للنزغ بين المؤمنين .
لن أشارك في حرب داحس والغبراء ، لكني أنتظر معركة بدر الفاصلة والفتح من الله ، افعلوا ماشئتم فلن تذهب أنفسنا عليكم حسرات ، وأشعلوا نيران الحقد والكره وزيدوا في الطعن والرمي ، وماهذا الموقف إلا قد أظهر حقيقة اجتماعكم ومكركم في الجحور وغرقكم في المياه الآسنةواختباؤكم خلف معرّفات وهمية وعباءات لاتليق بمن يستعمل سلطته في التلاعب والعبث ، فقد خنتم أهل بيتكم وأسأتم إكرام الضيف الذي أتى لكم يومًا وطلب العلم وبذل مايستطيعه لكنكم اجتمعتم عليه كما تجتمع الذئاب على الفريسة، وركنتم إلى الثعالب وفضّلتموها على أهل الخير والخلُقِ والنقاء والوفاء ، واستبدلتم بيوت الشرف ببيوت تعوّدت النتن وكثُر خبثها وسوادهم وصمٌ على جبينهم ، ،ولن يميل شخص إلا لمن كان مثله غالبا كما قيل " وافق شنٌّ طبقه " ، إلا في حالات مستشثناة من الاختيارات الخاطئة التي قدّرها الله لحكمة من عنده وتكون درسا للإنسان النقيّ ذو القلب الصافي والسحنة الطيّبة .
ها هي بيوتكم خاوية بعد جرائمكم المتوالية التي شوهتم بها اللوحات الفريدة الغنّاء وتدلّت من أغصانها الجماجم ،فرحل أهل الكرم والأصول وهاجرت الصقور فلم تبقَ إلا نسورا تقفُ على الجيف ، وصعاليكا ينهبون ويقتلون على قوارع الطرق ، وبعض الأبرياء والمساكين الغافلين عن الحقيقة .
إن غاب الشهود فالله فوقكم وفوقنا يشهد ويرى وحسبنا الله وكفى وإلى الله المشتكى والله المستعان على ماتصفون .